*الالتهاب الحاد للحوض:
إذا كنتِ تبحثين عن معلومات بخصوص الالتهابات الحادة لمنطقة الحوض، وكيفية تشخيص هذا المرض وعلاجه، فهذه المعلومات مقدمة إليكِ. قد تكون هذه المعلومات مفيدة أيضاً للأزواج، الأقارب، أو الأصدقاء لمن يعانون من هذا المرض.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*ما هو مرض التهاب الحوض ؟
يشير هذا المصطلح إلى الالتهابات التي تصيب الأعضاء المتواجدة بمنطقة الحوض لدى السيدات. غالباً ما يرجع السبب وراء ذلك إلى امتداد أي عدوى من المهبل أو عنق الرحم إلى مناطق أخرى، كالرحم، قناتي فالوب، المبيضين، أو منطقة الحوض بشكل عام. قد يتسبب الالتهاب الشديد في تكون خرّاج* داخل منطقة الحوض.
* الخرّاج: هو تجمع للصديد بأي منطقة بالجسم. عادة ما يصاحبه ارتفاع في درجة الحرارة، آلام ذات طبيعة نابضة، وزيادة في عدد كرات الدم البيضاء.
*الطبيعة الحادة للمرض:
غالباً ما تتسبب عدوى في حدوث التهابات حادة للرحم، قناتي فالوب، المبيضين، أو منطقة الحوض. يمكن أن تتسبب هذه الحالة المرضية في آلام شديدة بالبطن، أو تؤثر على القدرة الإنجابية مستقبلاً في حالة عدم الخضوع للعلاج المناسب.
يمكن أن يستمر الالتهاب لفترة طويلة من الزمن، ويعرف في هذه الحالة باسم (الالتهاب المزمن للحوض ). سنناقش هذا في الفقرات التالية.
*ما الأسباب التي تؤدي لهذا المرض ؟
السبب الأكثر انتشاراً هو الأمراض المتنقلة جنسياً. عدم الخضوع للعلاج المناسب لهذه الأمراض وخاصة (السيلان والكلاميديا) يتسبب في أكثر من ربع حالات التهابات الحوض سنوياً.
بالطبع هناك العديد من الميكروبات الأخرى التي قد تسبب هذا المرض، بعضها ينتقل أيضاً عن طريق الاتصال الجنسي. ينتشر المرض بصورة أكبر بين السيدات من الفئات العمرية الصغيرة ذات النشاط الجنسي.
من حين إلى آخر، قد يحدث هذا المرض بعد حدوث إجهاض، إنهاء للحمل، بعد الولادة، أو بعد التدخلات الطبية كتركيب جهاز منع الحمل داخل الرحم (اللولب الرحمي.(
*ما هي الأعراض المحتملة ؟
في بعض الأحيان قد لا تظهر أية أعراض مرضية بشكل واضح. ولكن قد تعانين من واحد أو أكثر من الأعراض التالية، والتي قد تختلف شدتها طبقاً للحالة:
– إفرازات مهبلية غير معتادة أو ذات رائحة مميزة.
– آلام في أسفل البطن، غالباً ما تكون على الجانبين ويمكن أن تتشابه مع آلام الدورة الشهرية.
– آلام داخلية أثناء أو بعد الاتصال الجنسي.
– نزيف مهبلي، مصاحب للدورة أو في غير موعدها. قد يحدث أيضاً بعد الاتصال الجنسي.
– القئ والغثيان.
– ارتفاع درجة حرارة الجسم.
– آلام أسفل الظهر.
بالطبع العديد من هذه الأعراض شائعة الحدوث. وقد تصاحب الكثير من الحالات المرضية الأخرى، مما يزيد من صعوبة تشخيص مرض التهاب الحوض في بعض الأحيان.
لذلك يلزم استشارة الطبيب المختص في حالة وجود أياً من هذه الأعراض.
*كيف يتم التشخيص ؟
يبدأ التشخيص عادة باستكشاف التاريخ المرضي. سيقوم الطبيب بطرح العديد من الأسئلة حول حالتك الصحية، وبعض الأسئلة الأخرى عن العلاقة الزوجية.
بعد ذلك سيطلب منك الطبيب عمل فحص مهبلي (داخلي).
بالطبع تلزم موافقتك على هذا الإجراء، كما يتطلب الأمر وجود مرافقة بالغرفة أثناء عملية الفحص كاملة. قد تشعرين ببعض الآلام أثناء الفحص، خاصة إذا كنتِ مصابة بالتهابات في منطقة الحوض.
قد يحتاج الطبيب إلى أخذ مسحة (عينة من المهبل أو عنق الرحم للبحث عن مصدر العدوى ونوع الميكروب المسبب لها). يستغرق الأمر عدة أيام للوصول إلى النتائج.
إذا أشارت المسحة إلى وجود عدوى فهذا بالطبع يؤكد صحة التشخيص. بالرغم من ذلك، لا تعتبر النتيجة السلبية للمسحة دليلاً قاطعاً على عدم الإصابة بالمرض.
في بعض الأحيان، قد يحتاج الطبيب عمل مسحة إضافية من قناة مجرى البول (القناة التي يتم من خلالها إفراغ المثانة البولية).
*ما هي التحاليل الإضافية التي قد يطلبها الطبيب ؟
قد يطلب منك الخضوع لبعض تحاليل الدم، أو إجراء تحليلاً للبول. يساعد هذا على تقييم حالتك الصحية بدقة. قد يطلب منك الطبيب أيضاً عمل اختبار لفيروس “اتش آي في” المسبب لمرض الإيدز.
إذا كانت هناك احتمالية لوجود حمل، سيطلب منك الطبيب إجراء اختبار حمل. يرجع هذا لتشابه أعراض هذا المرض مع أعراض الحمل خارج الرحم.
في بعض الحالات الالتهاب الشديد، قد يطلب منك الطبيب البقاء في المستشفى لإجراء المزيد من الفحوصات. قد يشمل هذا:
– أشعة فوق صوتية( سونار) غالباً ما تكون عن طريق المهبل. يوفر هذا نظرة أفضل للرحم، قناتي فالوب والمبيضين. تساعد هذه الأشعة على التأكد من وصول الالتهاب إلى قناتي فالوب، أو تكون خرّاج.
– المنظار البطني، وهو تدخل جراحي تحت التخدير الكلي. يتم هذا عن طريق إدخال المنظار إلى تجويف الحوض عن طريق فتحات صغيرة عند السرة وأسفل الحوض. يساعد هذا في تشخيص الالتهاب الحاد للحوض. ويمكن بالطبع من خلاله التعامل مع أي خرّاج متكون في منطقة الحوض، عن طريق صرف محتوياته والتخلص من الصديد المتكون.
*ما هي العلاجات المتاحة ؟
يمكنك الحصول على معلومات كافية عن العلاج المخصص لكِ من أفراد الطاقم الطبي. يشمل هذا الأعراض الجانبية المحتملة.
العلاج المتبع لهذه الحالات هو المضادات الحيوية. بداية عن طريق الحقن، ثم كورس علاجي لمدة أسبوعين عن طريق الأقراص. لا يتعارض العلاج عادةً مع وسائل منع الحمل. من الهام والضروري استكمال فترة العلاج حتى النهاية، حتى مع تحسن الأعراض. معظم السيدات اللاتي تنهي فترة العلاج كاملة طبقاً لإرشادات الطبيب، لا تعاني من أية مضاعفات مزمنة أو مشاكل إنجابية في المستقبل.
قد يصف الطبيب لكِ بعض الأدوية المسكنة. يجب عليكِ التزام الراحة حتى تحسن الأعراض.
إذا ازداد الألم أو لم تشعري بالتحسن في خلال يومين إلى ثلاثة أيام، يجب العودة واستشارة الطبيب مرة ثانية.
*متى يجب بدء العلاج ؟
يجب البدء في العلاج بالمضادات الحيوية في أقرب فرصة ممكنة. قد يسبق هذا الحصول على نتائج بعض الفحوصات المطلوبة. يرجع هذا إلى أن التأخير في بدء العلاج غالباً ما يكون مصحوباً بمضاعفات على المدى الزمني البعيد.
“لماذا قد يطلب مني الطبيب البقاء في المستشفى ؟“
قد يحدث هذا في أحد الحالات الآتية:
– عدم التأكد من التشخيص.
– الإعياء والتعب الشديد.
– في حالة اشتباه تكون خرّاج في قناة فالوب أو المبيض.
– في حالة الحمل.
– إذا لم يحدث التحسن المطلوب في ظرف عدة أيام من البدء في أقراص المضاد الحيوي.
– في حالة عدم قدرتك على تناول أقراص المضاد الحيوي.
أثناء التواجد بالمستشفى، تُعطى المضادات الحيوية عن طريق التنقيط الوريدي مباشرة في مجرى الدم. يستمر هذا لمدة 24 ساعة بعد تحسن الأعراض. بعد ذلك يمكن العودة للعلاج بالأقراص مرة أخرى.
“هل تتطلب حالتي التدخل الجراحي ؟“
كقاعدة عامة، لا نلجأ إلى التدخل الجراحي. ولكن قد يصبح هذا ضرورياً في حالة الاتهاب الناتج من العدوى الشديدة، أو تكون خرّاج في قناة فالوب أو المبيض. يتم التعامل مع الخرّاج عن طريق المنظار البطني، حيث يتم “شفط/تصريف” الصديد” المتكون بداخله.
قد يتم هذا أيضاً تحت توجيه الموجات فوق الصوتية في إجراء آخر. بالطبع سيناقش معك الطبيب المعالج كافة تفاصيل خطتك العلاجية.
ما هي الخيارات العلاجية المتاحة في حالة الحمل ؟
من النادر الإصابة بالتهابات الحوض الحادة أثناء الحمل.
ولكن إذا كانت هناك أية فرصة لحدوث حمل، يجب عليكِ إخبار الطاقم الطبي المعالج لحالتك بذلك. هناك بعض الأنواع من المضادات الحيوية لايفضل تعاطيها أثناء فترة الحمل. سيقوم الطبيب بوصف أدوية بديلة أكثر أماناً لكِ ولطفلك.
“ما الذي يجب علىّ فعله في حالة الإصابة بالمرض أثناء استخدام اللولب الرحمي كأداة منع للحمل ؟“
إذا لم تتحسن الأعراض المرضية في ظرف عدة أيام من بدء العلاج، قد يقترح عليكِ الطبيب إزالة اللولب.
في حالة حدوث أي تواصل جنسي في السبعة أيام السابقة لإزالة اللولب، فهناك احتمالية للحمل. يجب البدء في تعاطي أقراص هرمونية بشكل عاجل لضمان منع الحمل.
هل يجب على الزوج الخضوع للعلاج ؟
إذا كان السبب وراء التهاب الحوض هو أحد الأمراض المتنقلة جنسياً، فيجب على الزوج وكل الشركاء الجنسيين في آخر 6 شهور الخضوع لبعض الفحوصات للبحث عن عدوى محتملة، حتى في حالة عدم الشكوى أو ظهور أية أعراض. يمكن أن يساعدك الطبيب على التواصل بخصوص هذا الأمر.
“متى يمكنني العودة للتواصل الجنسي بشكل آمن ؟“
لتجنب الإصابة بالعدوى ثانيةً، يجب تأخير الاتصال الجنسي حتى مرور فترة أسبوع كامل بعد انقضاء مدة العلاج المقررة لكِ ولزوجك.
ماذا عن المتابعة ؟
في حالة الإصابة بدرجة متوسطة أو شديدة من المرض، سيتم تحديد موعد للمتابعة بعد ثلاثة أيام. من الهام أن تحافظي على هذا الموعد، حتى يتمكن الطبيب من تقييم استجابتك للعلاج.
في حالة عدم تحسن الأعراض، قد يطلب منك الطبيب البقاء في المستشفى لفترة من الوقت لإجراء بعض الفحوصات الإضافية.
أما في حالة تحسن الأعراض، سيتم تحديد موعد لاحق للمتابعة بعد أربعة إلى ستة أسابيع. سيتم حينها التحقق من الآتي:
– مدى فاعلية العلاج المخصص لكِ.
– إذا كنتِ ستحتاجين إلى تكرار المسحة، للتأكد من القضاء على العدوى. يعتبر هذا ضرورياً في حالة استمرار الأعراض.
– التأكد من معرفتك كل ما تحتاجين معرفته عن المضاعفات المحتملة على المدى الزمني البعيد لهذا المرض.
– التأكد من حاجتك إلى اختبار حمل ثانٍ أم لا.
– سيراجع معك الطبيب الاختيارات المتاحة لوسائل منع الحمل الآمنة في حالتك.
– التأكد من صحة الزوج وتلقيه العلاج بالكامل.
هل هناك أية مضاعفات على المدى البعيد ؟
العلاج بالمضادات الحيوية غالباً ما يكون ناجحاً لحالات التهاب الحوض المزمن. يمكن أن تنشأ المضاعفات على المدى البعيد في حالة إهمال الحالة وعدم التدخل الطبي، تأخير العلاج، أو الدرجات الشديدة من المرض.
هذه المضاعفات تشمل:
– (تكون ندبات او التصاقات على قناة فالوب أو كليهما) يصاحب هذا تأثيراً سلبياً على القدرة الإنجابية، وتزداد احتمالية حدوث الحمل خارج الرحم.
– تكون خرّاج في قناة فالوب أو المبيض.
– آلام مزمنة أسفل البطن.
النوبات المتكررة من التهاب الحوض الحاد قد تسبب خطورة على القدرة الإنجابية مستقبلاً. يمكن الحد من الإصابة بالعدوى عن طريق استخدام الواقي الذكري، والتأكد من اتباع العلاجات الموصوفة لكِ ولزوجك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*نقاط أساسية :
– التهاب الحوض المزمن هو حالة مرضية تشمل الأعضاء الداخلية.
– غالباً ما يتم التشخيص بناءً على الأعراض، الفحص الداخلي، ونتائج التحاليل والفحوصات المطلوبة.
– النوبات الحادة للمرض تُعالَج عن طريق المضادات الحيوية. في بعض الحالات النادرة يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي.
– يفضل العودة إلى التواصل الجنسي بعد التأكد من انتهاء فترة العلاج والمتابعة المقررة لكِ ولزوجك.