الإجهاض المبكر

 

 

إذا كنتِ ترغبين بمعرفة المزيد عن الإجهاض في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، فهذه المعلومات مقدمة إليكِ.
هذه المعلومات قد تكون مفيدة للأزواج، الأقارب، أو الأصدقاء لأي سيدة تعرضت للإجهاض المبكر.
سنناقش هنا كافة المعلومات الخاصة بالرعاية الطبية المقدمة للأم بعد تأكيد الإجهاض.
بالطبع خسارة الحمل في هذه الفترة المبكرة تعتبر تجربة ذات تأثير متفاوت على السيدات.
يمكن أن تسبب هذه التجربة الاكتئاب أو التوتر الشديد. غالباً ما تحتاج الأم قدراً كبيراً من الدعم بعد هذه التجارب.

ما المقصود بالإجهاض المبكر ؟
في حالة خسارة الجنين في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، يعرف هذا باسم “الإجهاض المبكر”.
تعاني معظم السيدات من نزيف مهبلي، ولكن من حين لآخر قد لا تعاني الأم من أية أعراض. في هذه الحالة يتم تشخيص الإجهاض عن طريق الأشعة فوق الصوتية (سونار).

ما السبب وراء الإجهاض في هذه الفترة المبكرة من الحمل ؟
في معظم الحالات، لا يمكن تحديد سبب واضح للإجهاض. السبب الأكثر انتشاراً هو وجود اضطرابات في المادة الوراثية للجنين(الكروموسومات).
يتشارك الأب والأم في توريث هذه الكروموسومات إلى الجنين.
في حالة وجود أية اضطرابات في عدد هذه الكروموسومات، لن يكتمل تكوين وتطور الجنين بشكل طبيعي، ويتعرض الحمل للإجهاض المبكر.

ما هي احتمالات حدوث الإجهاض المبكر ؟

لأسف، من الشائع حدوث الإجهاض في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل. تفقد العديد من السيدات الحمل قبل أن يمر ميعاد أول دورة شهرية، أو قبل تأكيد التشخيص بالحمل. في الثلاثة شهور الأولى، تتعرض واحدة من كل خمس سيدات للإجهاض بعد وجود تحليل حمل موجب، بدون أي سبب واضح.

تزداد احتمالية الإجهاض في الظروف الآتية:
زيادة عمر الأم بوصول الأم لسن الثلاثين، تكون النسبة واحدة من كل خمس حالات حمل(20%).
. تزداد النسبة بعد سن الأربعين لتصل إلى واحدة من حالتين(50%).
-الأمراض المزمنة أو المتاعب الصحية للأم، كمرض السكر.
خاصة في حالة عدم السيطرة على المرض أو الانتظام في العلاج.
– بعض العادات الشخصية، كزيادة الوزن، التدخين، أو تناول الكحوليات بكثرة.
لا يوجد أي دليل على أن الضغط النفسي، أو التواصل الجنسي في هذه الفترة المبكرة من الحمل، يمكن أن يؤدي إلى حدوث الإجهاض المبكر.
“في حالة وجود مزيف مهبلي، أو آلام في الفترة الأولى من الحمل، ما الذي يجب علىّ فعله ؟
النزيف المهبلي أو الآلام تعتبر من العلامات الطبيعية للحمل في هذه الفترة المبكرة.
وجود هذه العلامات لا يعتبر مؤشراً على أية مضاعفات.
بالرغم من ذلك وفي بعض الأحيان، قد يشير النزيف أو الألم إلى حدوث الإجهاض.
جب عليك التواصل مع الطبيب المختص في حالة حدوث أي من هذه الأعراض بشكل مباشر.
كيف يتم تشخيص الإجهاض في هذه الفترة المبكرة من الحمل ؟

غالباً ما يتم التشخيص عن طريق الأشعة فوق الصوتية(السونار).
إما عن طريق البطن، أو عن طريق المهبل أو كلاهما.

الأشعة عن طريق المهبل تعطي صورة أوضح، لذلك هي الإجراء المفضل.
لا يزيد أي من هذين الإجرائين من فرص حدوث الإجهاض، أو يسبب ضرراً على الحمل.
سيطلب منك الطبيب إجراء تحليلاً للدم، للتأكد من مستوى هرمون الحمل لديكِ.
في حالة الإصابة بالنزيف المهبلي أو الآلام، قد يطلب الطبيب عمل فحص مهبلي. يتم هذا الفحص في وجود “مرافقة” طوال مدة الكشف.
قد ترغبين أيضاً في إحضار الزوج أو أحد الأقارب في هذه الحالة.
قد يتم الإجهاض عند بعض السيدات بشكل سريع، أو قد يتطلب الأمر بضعة أسابيع للانتهاء من التشخيص والعلاج.

في حالة تأكيد الإجهاض، ما هي الخيارات العلاجية المتاحة أمامي ؟
إذا أثبتت أشعة السونار حدوث الإجهاض، وتم التأكد من عدم وجود أية بقايا للحمل بداخل الرحم، لن تحتاج الأم إلى أية تدخلات طبية إضافية.
في حالة تأكيد الإجهاض، ولكن بعض من بقايا الحمل لا تزال موجودة بداخل الرحم، سيناقش معكِ الطبيب الخيارات المتاحة أمامك في هذه الحالة.
قد تختار بعض الأمهات الانتظار، وترك الأمور في مجراها الطبيعي(أو ما يطلق عليه العلاج التحفظي).
البعض الآخر قد يطلب التدخلات الطبية لإنهاء الأمور، إما جراحياً أو عن طريق الأدوية. العلاج التحفظي(ترك الأمور لمجراها الطبيعي).
تصل معدلات نجاح هذه الخطة العلاجية إلى50 من كل 100 سيدة تختار هذا الحل.
قد يتطلب الأمر بعض من الوقت حتى يبدأ النزيف وينتهي الإجهاض بالكامل.
قد تصل هذه المدة إلى ثلاثة أسابيع. قد يكون النزيف غزيراً، أو مصحوباً بآلام شديدة.
في هذه الحالة قد تحتاج الأم للبقاء في المستشقى.

سيحدد لكِ الطبيب موعداً للمتابعة بعد ذلك بأسبوعين:
– إذا توقف النزيف واستقرت حالة الأم بقدوم هذا الموعد، فمن الأرجح أن الحمل قد انتهى تماماً.
سيطلب منك الطبيب إجراء اختباراً للحمل بعد ذلك بأسبوع.
– إذا لم يبدأ النزيف، في ظرف أسبوع إلى أسبوعين، أو بدأ ولم يتوقف، أو كان ذو كمية غزيرة، سيجري الطبيب فحصاً إذا كانت النتيجة لا تزال موجبة، يجب عليك التواصل مع الطبيب مرة أخرى لمعرفة الخطوة القادمة.
بأشعة السونار مرة أخرى.
سيناقش معكِ الطبيب كل الخطط العلاجية المتاحة في هذه الحالة، إما الاستمرار بالانتظار، أو التدخل الطبي أو الجراحي.
التدخل الطبي(الأدوية المتاحة في حالة الإجهاض المبكر):
تصل نسبة نجاح هذا التدخل إلى 85 من كل 100 حالة.
. ويتميز أيضاً بعدم الحاجة إلى التخدير.
سيصف لكِ الطبيب دواء “ميزوبروستول”، يعرف تجارياً باسم “ميزوتاك”.
غالباً ما يستخدم في صورة أقماع مهبلية “لبوس”، ولكن يتواجد أيضاً في صورة أقراص على حسب تفضيلك الشخصي.
يعمل هذا الدواء على اتساع عنق الرحم، حتى يتمكن الجسم من طرد بقايا الحمل خارج الرحم.
يتطلب الأمر بضعة ساعات، وقد تشعر الأم ببعض الألم، أو النزيف “قد يشبه نزيف شديد للدورة الشهرية”.
سيصف لكِ الطبيب أيضاً بعض الأدوية المسكنة، ومضادات للغثيان لمساعدتك في هذا الوقت.
قد تعاني بعض الأمهات من القئ أو الإسهال. إذا لم يبدأ النزيف

 

جميع الحقوق محفوظة لعيادات دكتور وائل البنا

error: المحتوى غير قابل للنسخ !!