ربط عنق الرحم

 

عنق الرحم هو المنطقة الواصلة بين التجويف الرحمي، والمهبل. يجب على الطفل أن يمر من خلال هذه القناة أثناء الولادة الطبيعية.
المقصود بتضييق عنق الرحم هو تقوية هذه القناة، ومنعها من التوسع قبل الموعد الطبيعي لها.
يمكن أن يتم هذا الإجراء إما عن طريق المهبل، أو عن طريق فتح جراحي للبطن.
تكون هذه العمليات ذات فائدة لأي سيدة تعرضت في السابق لولادة مبكرة، قبل الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل، أو في حالة إجراء أية تدخل جراحي يشمل عنق الرحم سابقاً.
عادة ما يتم الإجراء عن طريق المهبل.
ولكن في حالة فشل التدخل عن طريق المهبل، أو خضوع الأم للعديد من العمليات الي تشمل عنق الرحم، فإن إجراء العملية عن طريق الفتح الجراحي للبطن قد يكون هو الإجراء الأفضل.

التحضير للإجراء:
الخضوع لأشعة فوق صوتية “سونار” لقياس طول عنق الرحم.
سيتم توثيق كافة التفاصيل الخاصة بحالة الأم والجنين، كمعدل نبضات قلب الجنين، مكان تكون المشيمة بالنسبة للرحم، وعمر الجنين عند البدء في العملية.
عمل كشف داخلي للتأكد من حالة عنق الرحم، وما إذا كان قد بدأ بالتوسع بالفعل.
يتم هذا الكشف بداخل غرفة العمليات، تحت تأثير المخدر.
ويتم وصف بعض الأدوية لمساعدة عضلات الرحم على الارتخاء، وبعض المضادات الحيوية لمنع أي عدوى قد تؤثر على صحتك أو صحة الجنين.

قد يتم الاعتماد على التخدير النصفي، أو إبر الظهر المسكنة، أو يكون تخديراً كلياً حيث تفقد فيه المريضة الوعي بالكامل.
بمجرد الانتهاء من التخدير، سيتم وضع المريضة في وضع مشابه لوضع المسحة المهبلية “الاستلقاء على الظهر، مع وضع القدمين للخارج ولأعلى”.
سيتم تنظيف المهبل بمواد مضادة للبكتيريا، وقد يتم تركيب قسطرة بولية لإفراغ المثانة. بعد ذلك سيتم تثبيت منظار الكشف بالمهبل، ليتمكن الطبيب من رؤية عنق الرحم.
سيقوم الطبيب بتثبيت عنق الرحم عن طريق ماسكين جراحيين، ليبدأ بعد ذلك في عمل غرز جراحية حول عنق الرحم بشكل دائري. بعد الانتهاء منها، سيتم إزالة الماسكين الجراحيين، وتظل المريضة تحت الملاحظة لفترة للتأكيد من استجابة الجسم للإجراء.

في حالة إجراء العملية عن طريق الفتح الجراحي للبطن ، فغالباً ما يتم الاعتماد على التخدير الكلي. سيتم عمل فتح جراحي بأسفل البطن، ومنه يصل الطبيب لعنق الرحم، ليتم تثبيت الغرز الجراحية حوله.
بعد الانتهاء سيقوم الطبيب بغلق الفتح الجراحي.

ما بعد الإجراء:
بعد الانتهاء من الإجراء، يتم نقل المريضة إلى غرفة الإفاقة للتأكد من استجابة الجسم للعملية.
بعد ذلك تنقل المريضة إلى الغرفة، وتتم متابعة حالتها الصحية على مدار اليوم.
تعتمد مدة بقاء المريضة بالمستشفى على ظروف حالتها الصحية، كعمر الجنين، ومدى توسع عنق الرحم عند تنفيذ هذا الإجراء.
ستوصف بعض الأدوية التي تساعد عضلات الرحم على الارتخاء. قد يصف أيضاً بعض المضادات الحيوية لمنع أي عدوى من إصابة الأم أو الجنين.
غالباً قد تتجنب المريضة أية مجهود بدني شاق، أو رفع أية أوزان ثقيلة في المدة الباقية من الحمل.
وقد ينصح أيضاً بتجنب التواصل الجنسي بسبب الغرز الجراحية المثبتة بعنق الرحم.
في حالة إتمام العملية عن طريق الفتح الجراحي للبطن، قد يلزم على المريضة تجنب أية مجهود بدني، وعدم رفع أية أوزان تزيد عن 4 كجم.
قد ينصح بتجنب قيادة السيارات لعدة أسابيع، حتى ضمان التئام الجرح بشكل قوي.

النتائج المتوقعة للإجراء:
تعتمد نتائج الإجراء بالأساس على الظروف الصحية للأم وقت الإجراء. إذا تم وضع الغرز قبل توسع عنق الرحم، قد تزيد هذه الغرز من مدة الحمل في هذه الحالة.
أما في حالة توسع عنق الرحم بالفعل قبل الإجراء، فسيتم توضيح احتمالية حدوث الولادة، في الأيام للأسابيع القادمة.

المضاعفات والمتاعب الصحية المحتملة:
يجب التنبيه على أن كافة التدخلات الطبية، بغض النظر عن مدى التعقيد، أو المدة الزمنية التي يتطلبها الإجراء، يمكن أن تكون مصحوبة بمضاعفات غير متوقع حدوثها.
قد تكون هذه المضاعفات فورية، أو متأخرة الظهور.

فيما يلي بعض من هذه المضاعفات:
– يتمثل الخطر الأساسي لهذه العملية في تمزق الأغشية المحيطة بالجنين “أن يسيل ماء الجنين قبل موعد الولادة”، ووصول أي عدوى للسائل الأمنيوسي “السائل المحيط بالجنين”، أو المشيمة.
تعتمد نسبة الخطر لهذه المضاعفات على توسع عنق الرحم من عدمه قبل البدء بالإجراء.

– في حالة التخطيط المسبق لهذا الإجراء، وتثبيت الغرز قبل توسع عنق الرحم، فإن نسبة تمزق الأغشية المحيطة بالجنين تصل لحوالي1% الي 18%وتصل احتمالية الإصابة بالعدوى إما بالسائل الأمنيوسي، أو المشيمة إلى1% الي 6%.
– في الحالات العاجلة، ويقصد بهذه الحالات قصر طول عنق الرحم، وتوسعه بدرجة طفيفة، فإن نسبة تمزق الأغشية المحيطة بالجنين تصل لحوالي3% الي 65%.
وتصل احتمالية الإصابة بالعدوى إما بالسائل الأمنيوسي، أو المشيمة إلى30% الي 35%.
– في الحالات الطارئة، وهي الحالات التي حدث بها قصر لطول لعنق الرحم، وتوسعه لعدة سنتيمترات، فإن نسبة تمزق الأغشية المحيطة بالجنين ترتفع،لتصل إلى حوالي 51%. بينما تصل احتمالية الإصابة بالعدوى إما بالسائل الأمنيوسي، أو المشيمة إلى 9%الي 37%.

– احتمالية إصابة المثانة أو الأمعاء. طبيعياً تتواجد المثانة أمام عنق الرحم مباشرة. لذا هناك احتمال ضئيل لإصابة المثانة أثناء الإجراء، سواء تم عن طريق المهبل أو عن طريق الفتح الجراحي للبطن.
نسبة الخطر تعتبر ضئيلة في الحالتين. في حالة تم الإجراء عن طريق البطن، فهناك نسبة لاحتمالية إصابة الأمعاء، أو النزيف من إصابة أحد الأوعية الدموية الرئيسية المغذية للرحم.
تعتمد نسبة حدوث هذه المخاطر على خضوع الأم لأية جراحات سابقة بالبطن.
– الإصابة بالعدوى في موضع الجرح. في حالة تم الإجراء عن طريق الفتح الجراحي للبطن، هناك احتمال ضعيف للإصابة بالعدوى في موضع الجرح.
يجب التنبيه على أنه في بعض الحالات، قد تتواجد احتمالية وجود مخاطر أخرى محددة، تبعاً للحالة الصحية المريضة.

ما هي الدواعي الطبية لهذا الإجراء ؟
غالباً ما يعاني الأطفال المبتسرين (الأطفال المولودين قبل اكتمال الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل) من مضاعفات صحية على المدى الزمني القريب والبعيد.
هناك العديد من الأسباب للولادة المبكرة. أحد هذه الأسباب هو ضعف عنق الرحم، وما ينتج عنه من قصر أو اتساع مبكر قبل الموعد الطبيعي للولادة. تساعد الغرز الجراحية على منع هذه المضاعفات من الحدوث.

يجب عليك استشارة الطبيب في المراحل المبكرة من الحمل في الحالات الآتية:
– إذا تعرضتِ لإجهاض في السابق قبل الأسبوع السادس عشر من الحمل.
– إذا تمت الولادة لديكِ سابقاً قبل الأسبوع الرابع والثلاثين.
– إذا تمزقت الأغشية المحيطة بالجنين قبل الأسبوع السابع الثلاثين في حمل سابق.
– إذا خضعتِ لبعض التدخلات الطبية أو الجراحية الخاصة بعنق الرحم، كأخذ عينة علاجية من عنق الرحم في حالة وجود مسحة تحتوي على خلايا غير طبيعية.

سيطلب منك الطبيب المعالج الخضوع لأشعة فوق صوتية (سونار) عن طريق المهبل، لتحديد طول عنق الرحم. إذا كان طول عنق الرحم أقل من 25 ملم، سيعرض عليكِ الطبيبأ حد الحلول الآتية:
– غرز جراحية لتضييق عنق الرحم.
– العلاج بأقماع مهبلية (لبوس) تحتوي على هرمون البروحستيرون.
– في بعض الأحيان، قد يقترح عليكِ الطبيب العلاج بالطريقتين معاً.
– البقاء تحت ملاحظة الفريق الطبي .

جميع الحقوق محفوظة لعيادات دكتور وائل البنا

error: المحتوى غير قابل للنسخ !!