الإجهاض و أنواعه

ماهو الاجهاض او الاسقاط؟

الاسقاط أو الاجهاض المبكر هو حدوث توقف لحياة الجنين خلال الشهورالثلاثة الأولى من الحمل، وهو شيء كثير الحدوث على عكس ما نتوقع، فهو يصيب حوالي 10% من الحوامل في اول حمل

وأما أسباب هذه الإسقاطات المبكرة فغالباً ما يكون هناك خلل في انقسام أو توزع الكروموسومات؛ حيث أن البويضة تحتوي على 23 كروموسوم والنطفة 23 كروموسوم أيضاً وعند التلقيح يجب أن يكون المجموع 46 أي 23 زوجا من الكروموسومات و لكن في بعض الحالات يحدث خطأ خلال اتقسام الكروموسومات أو خلال توزعها فمثلا:

1- انتاج ثلاث كروموسومات في الرقم 21، هذا يؤدي في حال اكتمال الحمل إلى النهاية إلى ولادة طفل مصاب بالمنغولية (أو مايسمى بمتلازمة داون).

2- 69 كروموسوم بدلا من 48، أو حتى 92 كروموسوم.

وأما الاسقاطات المتأخرة (أي التي تحدث بعد الشهر الثالث) فغالبا مايكون لها أسباب مختلفة وأهمها:

  • – تشوهات في أعضاء الجنين كتشوهات في القلب أو بجهاز الهضم او بجهاز الأعصاب، وأحيانا تكون تشوهات بأعضاء مختلفة مجتمعة معاً.
  •  – تعاطي الأم للكحول والمخدرات أو التدخين.
  •  – إصابة الأم بأمراض مزمنة كالسكري مثلا وخاصة عندما لا يكون هناك متابعة، ويكون مستوى السكر غالبا مرتفع، أو بسسب وجود بعض الأمراض المناعية كالذئبة الحمراء أو وجود الأجسام المضادة عند الأم أيضا.
  •  – الرحم نفسه الذي يكون مشوهاً ولا يتسع للجنين وخصوصا عندما يكبر حجمه؛ كالرحم ذو القرنين أو ذو الحجاب وأحيانا وجود الأورام الليفية بالرحم اللتي تعيق تغذية الجنين ونموه.
  • – عدم كفاءة عنق الرحم؛ أي يكون لين ولا يغلق بالشكل الصحيح للحفاظ على الجنين داخل الرحم.
  •  – تسمم الحمل وهو ارتفاع بالضغط الشرياني لدى الحامل مع وجود زلال بالبول.

وغالبا ما يتظاهر الإجهاض المبكر بنزول الدم من المهبل مع وجود مغصات وآلام بأسفل البطن شيهة جدا بآلام الدورة. أما في حال الإجهاض المتأخر فغالبا ما يحصل بطئ بحركة الجنين أو حتى غيابها مما يستدعي زيارة الحامل للطوارئ أو لطبيبها وبكلا الحالتين( الاجهاض المبكر والمتأخر)، و يكون تأكيد التشخيص بإجراء الفحص النسائي والسونار

في حال الإجهاض المبكر قد يحصل بشكل كامل (أي ينزل دم وتجلطات ومعها كيس الحمل كاملا مع الجنين) وهنا على الأغلب يتوقف النزف بنفسه ولا تحتاج المرأة لأي تداخل جراحي طبي وانما بعض الفيتامينات وحبوب الحديد مثلا لتعويض مافقدته من الدم وفي حلالات نادرة إلى نقل الدم إذا حصل نزف شديد.

لكن اذا حصل توقف الحمل (توقف نبض الجنين أو تطور كيس الحمل) ولم يحصل الإجهاض (أي بقي كيس الحمل كما هو داخل الرحم)، أو حصل إجهاض جزئي (أي بقي جزء من كيس الحمل داخل الرحم) فهنا يجب قبول المرأة بالمشفى و هناك  خياران يعتمدان على امكانيات المشفى وحالة المريضة ورغبتها:

  1. فإما أن تعطى حبوب فمويا (أو مهبليا) تزيد من تقلصات الرحم و بالتالي يلفظ كيس الحمل أو ما تبقى منه إلى خارج الرحم وهو مايسمى تحريض الإجهاض الدوائي.
  2. أن يلجأ الطبيب إلى عملية توسيع عنق الرحم وتنظيف الرحم تحت التخدير العام وهذا الإجراء يعتبر إجراء جراحي بسيط لاتتجاوز مدته 15 دقيقة يجرى بغرفة العمليات وبشروط التعقيم الجراحي على يد طبيب النساء والتوليد وطبيب التخدير الذي يقوم يتخدير المرأة بشكل كامل، وهذا الاجراء الجراحي إذا أجري بالشروط الصحيحة يكاد يخلوا من أي خطورة على الأم وعلى قدرتها على الإنجاب فيما بعد، وغالبا ما تعود بنفس اليوم للمنزل ولا يوجد هناك طبعا أي شق جراحي أو خياطة لأن كل هذا يجري بالطريق الطبيعي (المهبلي(

الأثر النفسي للإجهاض:

وعلى الرغم من أن التنظيف لا يمس المبيض ولا الرحم بأي أذى؛ فإننا ننصح المرأة بالإمتناع عن محاولة حدوث الحمل خلال الشهرين بعد التنظيف لنترك مجالا للرحم والمبايض للإستراحة والأهم من ذلك لكي تنسى الأم هذه الحادثة لما لها من تأثير سلبي على حياتها ويشعرها بتأنيب الضمير بأنها هي السبب أو بأنها عاجزة عن الإنجاب أو حتى أنها عقيم وكذلك الإكتئاب عند الرجل ولكن بدرجة أقل  وهنا يأتي دور الطبيب المعالج الذي يشرح لهم أن هذ يحدث بشكل كثير لدى معظم السيدات ونادرا مايتكرر حدوثه وهذا ليس بسبب إهمالها بالأكل أو سفرها أو عدم توقفها عن العمل عندما علمت بأنها حامل، وكذلك دور الأسرة بالدعم المعنوي والنفسي يلعب دورا كثيرا وكذلك الداعمات والأخصائيات النفسية

جميع الحقوق محفوظة لعيادات دكتور وائل البنا

error: المحتوى غير قابل للنسخ !!