ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل

ما المقصود بإرتفاع ضغط الدم ؟

في كل مرة ينقبض بها القلب وينبسط، يندفع الدم إلى الخارج ضد مقاومة الأوعية الدموية له. يشير ضغط الدم إلى القوة التي تدفع الدم ضد هذه المقاومة. يعتبر ضغط الدم أحد أهم المؤشرات على الحالة الصحية لأي إنسان، ومقياس لمدى كفاءة الجهاز الدوري “القلب والأوعية الدموية” لديه.

يسجل ضغط الدم من خلال قيمتين، مثل 120/80. في حالة إرتفاع أي من القيمتين عن المستوى الطبيعي، يطلق على هذه الحالة “إرتفاع ضغط الدم”.

ما أهمية متابعة ضغط الدم أثناء الحمل ؟

أثناء فترة الحمل، يمكن أن يسبب إرتفاع ضغط الدم بدرجة عالية، في العديد من الآثار الضارة على صحة الأم والجنين. على سبيل المثال:

  • ضعف النمو لدى الجنين. ويرجع ذلك لقلة وصول المواد الغذائية والأكسجين إليه من خلال المشيمة.
  • الولادة المبكرة. قد يلجأ الطبيب لتقديم موعد الولادة “قبل الأسبوع 37 من فترة الحمل”، للحفاظ على الحالة الصحية للأم أو الجنين.
  • إنفصال المشيمة. قد يسبب إرتفاع ضغط الدم في بعض الحالات إنفصالاً للمشيمة من جدار الرحم الملتصقة به. تسبب هذه الحالة الكثير من النزيف، وقد يضطر الطبيب إلى توليد الطفل بشكل عاجل.
  • تسمم الحمل “وهي تسمية غير دقيقة”. هي حالة صحية تشمل إرتفاعاً لضغط الدم لدى الأم، والإصابة بالقصور في وظائف أحد الأعضاء الأخرى “كالكلية مثلاً”، أو غيرها، أثناء فترة الحمل.

ما الأنواع المختلفة لضغط الدم التي يمكن أن تؤثر على صحة الأم أو الجنين ؟

  • ضغط الدم المزمن يقصد به الإصابة بإرتفاع ضغط الدم إما قبل بداية الحمل، أي منذ فترة سابقة في العمر، أو الإصابة به في النصف الأول من الحمل “قبل الأسبوع العشرين”. عادة ما تستمر الإصابة بهذا النوع بعد ولادة الطفل، ويتطلب الأمر الإستمرار بالعلاج أثناء فترة الحمل كاملة. لذلك من المفضل أن تناقش الأم مع الطبيب المعالج قرار الحمل منذ بدء التخطيط لذلك، لضمان تناول الأدوية المناسبة لضغط الدم أثناء التخطيط، وبدء فترة الحمل. ستتم مراقبة ضغط الدم لدى الأم بشكل منتظم طوال فترة الحمل، وكذلك مراقبة نمو الجنين بالعديد من الطرق، كأشعة السونار وغيرها.
  • ضغط الدم الناتج من الحمل ويقصد به الإصابة بإرتفاع ضغط الدم في النصف الثاني من الحمل، دون أية تأثير على وظيفة الأعضاء الأخرى، وأهمها الكلى. يتطلب الأمر مراقبة دقيقة ومنتظمة للحالة الصحية للأم والجنين، لتفادي تدهور الأمر، أو الإصابة بتسمم الحمل.
  • تسمم الحمل كما أشرنا، لا تعتبر هذه التسمية دقيقة. فالمقصود بتسمم الحمل هو إرتفاع ضغط الدم لدى الأم بعد الأسبوع العشرين من الحمل، مصحوباً بقصور في وظائف الكلى. ولكن يمكن أن يشمل الأمر ضرراً لأي من الأعضاء الأخرى، كالكبد، المخ، أو الدم “قدرته على التجلط، تكسير كرات الدم الحمراء، أو غيرها”. هذه الحالة شديدة الخطورة على صحة الأم. يمكن التأكد من الإصابة بها عن طريق قياس ضغط الدم بشكل مستمر، وعمل تحاليل للبول للكشف عن كمية البروتينات الموجودة به. للأسف لا يمكن الشفاء من هذه الحالة إلا بإنتهاء فترة الحمل، وولادة الطفل. وقد يتطلب الأمر تقديم موعد الولادة للحفاظ على صحة الأم والجنين. ويتم ذلك إما عن طريق الولادة القيصرية، أو تحفيز بدء الولادة بشكل صناعي من خلال بعض التدخلات الطبية. في حالات نادرة، قد تصاب الأم بتسمم الحمل بعد الولادة، لذا يجب التواصل معنا في حالة وجود أية شكوك أو تساؤلات بعد إنتهاء الولادة.

تسمم الحمل

ما هي عوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة به ؟ يمكن أن يحدث تسمم الحمل في أية حالة حمل. تصل معدلات الإصابة به في بعض دول العالم إلى 3-4% من حالات الحمل. تزداد نسبة الإصابة به في الحالات الآتية:

  • الإصابة بإرتفاع ضغط الدم المزمن.
  • سبقت الإصابة به في حمل سابق.
  • وجود أي حالات مرضية أخرى لدى الأم، كمرض السكر، أمراض الكلى، أو أمراض المناعية الذاتية.
  • هذا الحمل هو الحمل الأول للأم.
  • زيادة عمر الأم عن الأربعين عاماً.
  • الحمل المتعدد “حمل التوائم”.
  • إصابة أحد أفراد العائلة سابقاً بتسمم الحمل “كالأم مثلاً”.
  • زيادة الوزن بشكل كبير عند بداية الحمل “زيادة كتلة الجسم عن 35”.
  • مرور 10 سنوات أو أكثر على آخر حمل .
  • الحمل عن طريق التقنيات المساعدة، كالحقن المجهري أو غيره.

في حالة زيادة نسبة الإصابة بتسمم الحمل، قد نصف جرعات صغيرة من عقار “الأسبرين” للأم. وقد نصف كذلك أقراص “الكالسيوم”، في محاولة لتفادي الإصابة بتسمم الحمل. يجب الإشارة إلى أنه لا يوجد علاج يمكن أن يمنع الإصابه بهذه الحالة المرضية. لذلك تعتبر المراقبة الدقيقة والمنتظمة للمعدلات الحيوية للأم في غاية الأهمية طوال فترة الحمل.

ما هي أعراض الإصابة بتسمم الحمل ؟

لا تعاني معظم السيدات من أية أعراض ظاهرة. عادة ما يتم إكتشاف تسمم الحمل أثناء المتابعة الروتينية .

بالرغم من ذلك، قد تعاني بعض الأمهات من عدة أعراض، في حالة الإصابة بدرجة عالية من إرتفاع ضغط الدم، تشمل ما يلي:

  • تورم مفاجئ للوجه، اليدين، أو القدمين.
  • الصداع المستمر، ولا يتحسن الأمر بتناول المسكنات المعتادة.
  • إضطرابات بالرؤية، مثل زغللة العينين، الوميض، أو ظهور بعض النقاط السوداء في مجال الرؤية.
  • ألم شديد أسفل الضلوع مباشرة.
  • حرقان بمنطقة فم المعدة. ولا تشعر الأم بأى تحسن عند تناول أدوية الحموضة.
  • التعب والإعياء، وسوء الحالة الصحية.

من الهام أن تتواصل الأم معنا بشكل مباشر، في حالة ظهور أي من هذه الأعراض.

في حال التأكد من الإصابة بتسمم الحمل، عادة ما تحتاج الأم للبقاء بالمستشفى لبعض الوقت، وإجراء بعض التحاليل والإختبارات وتشمل:

  • قياس ضغط الدم بشكل منتظم.
  • تحاليل للدم والبول. تعطي هذه التحاليل فكرة عن وظائف الكبد، والكليتين. ومدى قدرة الجسم على تكوين الجلطات.
  • فحص كامل للقدمين، شاملاً ردود الأفعال العصبية.
  • ملاحظة معدل ضربات القلب لدى الجنين بشكل مستمر.
  • أشعة سونار للإطمئنان على نمو الجنين، وحاله.

جميع الحقوق محفوظة لعيادات دكتور وائل البنا

error: المحتوى غير قابل للنسخ !!