المهارة الكبري والاكثر تعقيدا في عالم جراحة المناظير
حكاية المصري
صباح السعادة والخيرات و الورد البلدي علي الجميع
الحكاية بدأت بخبير من المانيا كان في زيارة لمصر في احد المستشفيات الحكوميه التي كنت اعمل بها وكان قادما لاستعراض مهارته في استئصال الرحم بالمنظار ومجموعة من العمليات الاخري . وجدت كم كبير من الترحيب به بل والنظر اليه علي انه اله . و الخيبه الثقيلة وجدت الجميع من الكبار لا يعلم ما هي الادوات و الطرق و المهارات التي يجب ان يكون عليها من يقوم بهذا النوع من العمليات . للاسف تعقم معه مساعدين ارهقوه كثيرا ولم تكن ادوات الكي فالحه للتحكم في العمليه فقلب الحاله الي فتح بطن بعد مرور ساعات طويله في وسط من الشماته علي هذا الخبير .
كان هذا اول تعلقي بالشغلانه وكان هذا هو اول درس ان البشر تتمني وقوعك بالرغم انك جئت لمحاولة ان تساعدهم و ان الغل الذي كان موجود فيهم اكبر من ان يستفادوا منه . تعلمت ان لكل ملعب رجال ولا يجب الثقه بسهولة فيمن يكون بجانبك وتعلمت ان لاعبي برشلونه او البايرن لا يستطيعون اللعب في الدوري المصري ..
ليبدأ الدرس الثاني ..لجراح مناظير يدعي انه خبير كان يقوم بعمل منظار رحمي و في وسط العمليه خرم الرحم بسهولة شديدة وذلك اعتمادا علي ثقته بنفسه ولكن الغريب في الامر وقتها انني تخيلت انه سوف يقوم بخياطة الرحم بمنظار البطن لكنني تفاجئت انه لا يمتلك هذه القدرة وان قدراته في العمل محدودة للمنظار الرحمي فقام بفتح بطن المريضه لخياطة الرحم و السيطرة علي النزيف .
فتعلمت وقتها ان لهذه الشغلانه ابعاد كثيره من اهمها هو التعامل مع المضاعفات وليس القيام بالاجراء فكان هنا دور السونار وقت العمل خصوصا في المناظير الرحميه وايضا تعلم خياطة الرحم بالمنظار
كانت الامتحانات التي خضتها في حياتي في هذا المضمار مضنيه وصعبه حيث انني وامام لفيف من الاساتذة المحترمين من كافة اوروبا كنا نقف امامهم ومن بينهم جراح فرنسي تأثرت به وبشغله كثيرا و كنت احاول ان احوز علي احترامه وثقته وفي كل مره تكون الفضائح علنيه لان الجميع يشاهدك كنت ارهب هذا الموقف وظللت اتتدرب يوميا لمدة ٣ ساعات علي الخياطة بالمنظار من تعقيد الامتحانات يفاجئك هولاء الاساتذة بتغيير خطة الامتحان في اي وقت بمعني انه اذا وجدك مرتاح في نوع معين من انواع مواسك الابر فيغير لك النوع و اذا وجدك تخيط باليد اليمني يغير لك الامتحان حتي تخيط بيدك اليسري ثم يجعلك تخيط بالاثنين بالتبادل ثم اذا وجدك مرتاح في الخياطة من اعلي يغير لك مسار الجرح لتكون من الجانب فاذا وجدك مستمتع بالابرة النصف دائرية يعطيك ابره مستقيمه والعكس واذا وجدت تحب نوع معين من الخيوط فيغير لك من الانواع .
الامر الذي جعلني اجلس لساعات طويله في التدريب و من ثم كنت اشعر بتعرق شديد و اهتزاز في يدي و من كثرة التركيز تنهار احيانا لينتهي بي اليوم الي اجهاد شديد واخد اقراص باسطة للعضلات نتيجة تقلص عضلات الظهر .
تمر السنين و انا اعمل وامتحن في المهارات و التشريح لان ميزة المنظار هو جمال معرفة التشريح و التعامل معه بدقة وان تكون عبارة عن ترسانه من الادوات التي تجعلك قادر في اي وقت علي العمل و انهاء المهمه لدرجة انه يجب ان تعلم كيف تتغلب علي المشاكل في حالة تعطل الادوات او عدم وجودها .
كنت فخورا وانا في امتحاني النهائي ان تقوم هذه القامات بمناقشة جراحتي السنويه و ان اقف امامهم لانهاء مهارة الخياطة باسرع وقت علي الستوب واتش امام زملائي من كافة انحاء العالم .
الامر الذي جعلني اعمل اكثر من عقد ونصف من الزمان اخيط اسبوعيا ما يقرب من ٨ ساعات مما جعلني اتحول الي الة حقيقة و ايضا بفضل الله افضل واسرع من اي روبوت وقادر علي التحدي علناً الي ان اصبحنا بالورقة والقلم اكثر مكان يجري عمليات استئصال اورام بالمنظار
دخولنا سوق العمل كان مرعبا ..كنا نعلم جيدا كا جيل انه سوف يحاول البعض التقليل منا و محاربة المناظير بشكل مخيف وذلك لاننا نقطع اكل عيش اتعمل من سنين . وكان الرهان هنا علي دور السوشيال ميديا في اظهار التقنيات الحديثة في العلاج بالمنظار .
الحرب كانت دروس بدأت بالتشكيك في التقنيه وتشكيك عامه الشعب في كافة انحاء الوطن العربي بأن هذه الجراحات ممكنه . والتقليل من شأن اي جراح يدخل هذا المجال . كان من يقوم بهذه الجراحات معدودين علي اصابع اليد الواحدة وكان تحت هولاء مريدين جدد .
تعلمنا دروس قويه حينما كان بعض زملائنا يقومون بهذه العمليات ويذهبون الي دكاتره اخرون ليبدؤوا التهجم علي العمليه وعلي اي مضاعفات بل وينتظرون سقوط اي جراح من جراحين المنظار ليبدأ الشغل التقليدي في فتح البطن و اظهار اي عيوب للجراح .
فكان الدرس المستفاد هو كيفية اختيار نوع الاورام او العمليه التي تستطيع القيام بها بالمنظار وخياطة الرحم بدقة علي طبقات متعددة لبيان صلابه الرحم و عدم التشكيك في قدرته علي الحمل .
فكان الدرس المستفاد هو اظهار كل الحالات التي نقوم بها و تصويرها الي ان ولدت ثم تصوير جرح الرحم و تصوير المولود وحتي في عمليات البطانه المهاجره المعقدة بقيت اطلع لايف علي الفيسبوك صوت وصوره من قلب غرفة العمليات وانا بشتغل بنفسي عشان اطمن البنات اللي كانوا بيقنعوهم ان الحل الوحيد هو الفتح وتقريبا كنت الجراح العربي الوحيد اللي عمل ده لايف من غير مونتاج للشغل ولا تعديل وعملت كده لان اهل المريضه اطباء وكانوا مشككين في العمليه انها تتعمل بالمنظار وكان ده تحدي بالنسبه لي .
لتظهر موجة من التشكيكات في وجود خبراء اجانب معنا وفكان الدرس المستفاد هو تصوير كل شيء صوت وصوره حتي يطمئن قلب الجميع وخصوصا خضوع شخصيات عامة شهيرة في المجتمع العربي كافة لهذة الجراحات معنا فتمر علي العديد من الاطباء في انحاء العالم و تبدأ عملية التشكيك فكان افضل طريق سلكته في حياتي وهو طمأنتهم و تصوير كل شيء او استدعاء اي من ذويهم من الاطباء لحضور العمليه . منظر ذهول هولاء الشخصيات العامه بعد العمليه بعد توفيق المولي في اجرائها كان اغلي سحر رأيته في حياتي بعدما حصلوا علي اراء سلبية تجاهنا لدرجة انني في يوم من الايام قالت لي ممثله شهيرة ( انا عرفت اد ايه انت شاطر لما شفت الغل في عين الدكتور بعد ما عملتلي العمليه بالمنظار و هو قعد يحلفلي ان الكلام ده كلام فارغ ولازم العمليه تتعمل بالفتح ) للاسف احنا شغلانه في الخفاء بمعني استحاله نجمه او فنانه تطلع تقول تجربتها في الخلفة او الانجاب او الاورام وحتي لو حد سألها مستحيل تجاوب ومش ها تعرف ده الا لو حصل مصيبه في العمليات غير كده مهما اخدت نتيجه حلوه مستحيل تشرح تجربتها واد ايه فرحت بيها و طبعا انا مقدر ده كويس جدا في مجتمع عنده مصيبه في الاخلاق والثقافة .
في الطريق كان هناك الكثير من المحترمين الحقيقيون الغير مزيفين نحن نعلم جيدا من هو قوي ومن هو مزيف فكان هناك اساتذة محترمون حقيقيون في علمهم وعملهم يعاملوك بقدر من الحب و الرقي والاحترام عملت بجانبهم جنبا الي جنب مئات الحالات وكانوا سعداء حينما كبرنا واصبح لنا اسما في عالم النساء والتوليد و رأينا الثعابين والكارهين والمدعين ونحن في صمت لانتحدث بالرغم من اننا نعتبر من اكثر العيادات عملا في مصر نري الكثير من المضاعفات من كافة انحاء الوطن العربي ونعتبر صندوقا اسود لهذه المهنه لدرجةٍ جعلتي اعقد العزم في حياتي علي كتابة كتاب يسمي ( الغير مكتوب في الكتاب ) لقدر ما رأيته من نفاق ورياء وانا اشاهد بعض الاطباء في مؤتمرات يقولون اشياء ويفعلون عكسها في ممارستهم . الممارسه في مصر مرعبه تحدها المخاطر من كل حدب وصوب الطبيب يعمل في بيئة غير مشجعه للغايه وبيئة عدائية لا الوم الاعلام او المريض عليها بل الوم انفسنا كاطباء عليها والوم الثقافة والتعليم والحالة الاقتصادية التي تجعل السوق ان يكون مفتوحا هو امر خيالي .
فتجد الشركات عبارة عن سماسرة لا يستطيعون صيانة الادوات او يصلحوها بكفاءة فعليك ان تشتري من كل شيء ثلاثة انواع وهذة كافة باهظة و لكن علينا فعلها كأسماء موثوقه في هذا المجال حيث انه من الصعب الوقوف في العمليات والتحجج لاي مريضه بالفتح بعدما اتفقنا علي عمل منظار نتيجة كسر لالة معينه وعدم استطاع اكمالك العمليه وبالتالي لابد من موجود عديد من الالات بالرغم من ان الفتح امر مشروع ولكن يجب ان يكون لسبب تجد فيه امام الله مخرجا بعدما وعدت المريضه لدرجة انني في عملية ما كسرت ثلاث ادوات الماني تعدت اثمانها ٥٠ الف جنيه .
الشركات اصبحت عبارة عن محولجيه تضع اسعار السمسره المضاعفة من بيع الادوات ولا تستطيع ضمان الاسم والماركة العالميه تحول موظفين الشركات الي بدل تتغير بمعدلات سريعة نتيجة نقص الرواتب ونتيجة كشف الدولة للمستور والذي ظهر في فروق السعر المخيفه في الشراء الحكومي في مقابل القطاع الخاص وهنا سأقف ولن اكمل التحدث في هذه الكارثه .
الشغلانه مرعبه محتاج فيها تيم كامل بيتحرك في كل وقت وزمان ومكان بيحط اعباء ادارية مرعبه ومسؤوليات من اول التجهيز والصيانه والمجهود و الاستمرارية وهذه هى اخطر نقطة الاستمرارية الاستمرارية لانها علامة من علامات النجاح الحقيقي الذي لا يأتي صدفة ابدا .
الوسط الطبي تغير . تغير تماما من مجرد سماسرة للمرضي او شركات تجلب المرضي الي مريض واعي وفاهم وعارف كويس جدا بيقيم ازاي وده كان الرهان وده كان دور السوشيال ميديا في اظهار الاشياء صوت وصورة بينما كان فيما مضي دائرة من العمل يتحول فيها المريض بين دوائر من السمسره او حب شخص لاخر او اخد طبيب ما مغلوب علي امره مريض لابد ان يرسل الحاله لطبيب بعينه لكي ينول الرضا من هذا الطبيب الذي يتحكم في مستقبله .
سعدت كثيرا في حياتي وفي الخفاء حينما رأيت اساتذة حقيقيون عالميون يشكرون في عملي ويقيمون ذلك بأعلي الدرجات ولكن ليس بقدر سعادتي وانا راي اساتذتي الحقيقون في مصر يثنون علي عملي واري منافسين حقيقيون محترمون في مؤتمرات يوقفوني ويثنون علي ما افعل و اقوم به لدرجةٍ جعلني لا اصدق كيف ان هولاء اولاد ناس بجد و نفوسهم عالية وراقية .
من يحب الشغلانه يقدر بشكل كبير قرينه ومنافسه الذي يحبها وسوف اذكر في يوم من الايام كل هولاء المحترمين الذين نعلم مدي مهارتهم عكس بعض المدعين والذين نعلم جيدا انهم لا يستطيعون حمل منظار واحد والعمل به جيدا بل لا يستطيعون حمل ابرة وخياطة رحم ثقبوه وخرموه . لا استطيع شكر المحترمين حتي لا اقع في الرياء والنفاق ولكني ابعث اليهم بالحب و الاحترام وانا اعلم انهم يتابعوني جيدا .
بقول لكل طموح قادم في هذا المجال اياك ان تغر بالمظاهر لا تحكم علي احد قط انه قيمه وقامه تلك كلمات خادعة ستعلم يوما ما من هو البرنس الحقيقي ومن سوف تخدع فيهم . ستخوض حرب وتهلك صحيا وبدنيا وفكريا ولكنك سوف تعشق ما وصلت اليه الذي سوف يجعلك تقف وانت تبتسم بثقه انك بفضل الله قادر وماهر ومتوكل علي الله ان تقف امام البشر و تتحدي في سرعتك ومهارتك ولكن بتواضع جم و بضحكه تملأ وجهك فانت تعلم ان الله هو الموفق والمستعان .
وتتعلم تتكلم بلدي وتبعت لكل نفس حلوة ورد بلدي .
وعلي رأي لطيفة المصري في وش كل حسود بيخمس.