مما تتكون المشيمة وما اهميتها

المشيمة

المشيمة هي العضو الذي يصل الجنين المتكون بجدار الرحم. تسمح المشيمة بانتقال المواد الغذائية، وتبادل الغازات بين الجنين

والأم. كما أنها تنظم درجة حرارته، وتوفر له الحماية المناعية ضد البكتيريا والعدوى التي يمكن أن تنتقل إليه. تفرز المشيمة

أيضاً عدداً من الهرمونات تساعد على تثبيت الحمل.

تلتصق المشيمة بجدار الرحم، ومنها ينشأ الحبل السري المتصل بالجنين. عن طريق هذه الترابط تتصل الأم بجنينها.

تنشأ المشيمة من مصدرين من الخلايا، بعض خلايا المماثلة لخلايا الجنين، والأخرى تتكون من رحم الأم.

مم تتكون المشيمة؟

يتراوح طول المشيمة من 19 – 22 سم. ويصل سمكها 2.5 سم، تكون المشيمة أكثر سمكا في المنتصف، ويقل السمك كلما

اتجهنا إلى الأطراف. لها سطحان، أحدهما مواجه للرحم والآخر مواجه للجنين. بنهاية فترة الحمل، يصل وزنها إلى حوالي500 جم. ذات لون أحمر قاتم مائل للزرقة.

تتصل المشيمة بالجنين عن طريق الحبل السري، الذي يصل طوله إلى حوالي 55 – 60 سم. يحتوي الحبل السري وريد واحد

واثنين من الشرايين. تتفرع هذه الأوعية الدموية على سطح المشيمة وتتشعب إلى العديد من الأوعية الدموية الأصغر حجماً،لتكون شبكة موصلة بين الجنين ودم الأم.

الإمداد الدموي:

تحتوي بطانة الرحم على العديد من الشرايين، تتميز هذه الشرايين بأنها ملتوية الشكل، وذات قطر ضيق نسبياً. استعداداً لزرع

البويضة المخصبة في بطانة الرحم، يتغير شكل هذه الشرايين وتصبح أكثر استقامة، ويزداد القطر تدريجياً مما يضمن وصول

كميات أكبر من دم الأم إلى المشيمة المتكونة وبالتبعية إلى الجنين. يسمح هذا الإمداد الدموي المتزايد بتبادل الغازات ووصول

المواد الغذائية إلى الجنين. بحلول موعد الميلاد، يصل معدل سريان الدم في الأوعية الدموية للمشيمة إلى حوالي 600 – 700مل/دقيقة.

الدورة الدموية من الجنين إلى الأم:

يمر الدم الغير مؤكسد الخارج من الجنين، عائداً إلى الأم عن طريق الشرايين المارة بالحبل السري. عند مكان اتصال الحبل السري بالمشيمة )الغنية بالأوعية الدموية الناشئة من شرايين الأم(، تتفرع شرايين الحبل السري مكونة اتصالات كثيرة

بشرايين المشيمة. بالرغم من أن هذا التقارب يسمح بانتقال الدم الغير مؤكسد للأم وتنقية دم الجنين، إلا أنه لا يحدث اتصال مباشر بين دم الأم ودم الجنين.

هذه الدورة الدموية الواصلة بين الجنين والأم )المشيمة(، تتأثر كثيراً بمستوى الأكسجين لدى الأم. قلة تركيز الأكسجين في دم الأم، أو نقصانه وزيادته لمرات متعاقبة يولد العديد من المواد الضارة والجزيئات المؤكسدة. تتسبب هذه المواد في حدوث مضاعفات كثيرة كتسمم الحمل والولادة المبكرة وغيرها من المضاعفات المحتملة.

الميلاد:

يبدأ خروج المشيمة من الرحم كعملية طبيعية يقوم بها جسد الأم. تبدأ المشيمة في الانفصال عن جدار الرحم، حتى تخرج تماماً

في خلال 15 – 30 دقيقة بعد الميلاد. تطلق على هذه الفترة “المرحلة الثالثة من الميلاد

يمكن الإسراع من هذه العملية ومساعدة الجسم في طرد المشيمة خارجه. يتم هذا عن طريق بعض العقارات أشهرها

“الأوكسيتوسين”، وهو هرمون قابض لعضلات الرحم، يليه الشد على الحبل السري للمساعدة على خروج المشيمة.

جرت العادة على فصل الحبل السري مباشرة بعد الميلاد. ولكن أثبتت الدراسات الحديثة عدم وجود ضرورة طبية لهذ

الإسراع, على العكس، أثبتت بعض الدراسات أن تأخير فصل الحبل السري قد يساعد الجنين على التكيف مع حياته الجديدة

خارج الرحم، خاصة في الأطفال المبتسرين

وظائف المشيمة:

تغذية الجنين

تتوسط المشيمة عملية نقل المواد الغذائية من الأم إلى الجنين. كما أنها تسمح بمرور المواد الضارة الناتجة من العمليات

الحيوية للجنين كثاني أكسيد الكربون في اتجاه الأم. بعض حالات الحمل الغير تقليدية كمرض السكري أو السمنة، قد تؤثر هذهالحالات على معدل نقل المواد الغذائية من الأم للجنين، أو تؤثر على التمثيل الغذائي لبعض المواد كالجلوكوز أو غيره. الأمرالذي يؤدي إلى زيادة في وزن الجنين أو توقف النمو داخل الرحم.

التخلص من فضلات الجنين:

بعض المواد الضارة الناتجة من الجنين، كاليوريا والكرياتينين، يتم نقلها ثانية إلى دم الأم عن طريق المشيمة.

وظيفة مناعية:

يفرز الجهاز المناعي لدى الإنسان خمسة أنواع من الأجسام المضادة.

IgG, IgM, IgD, IgA, IgE

الأجسام المضادة من النوع )اي جي جي( قادرة على المرور من دم الأم إلى الجنين عن طريق المشيمة، بينما لا تستطيع

(اى جي ام( المرور. هذا الانتقال للأجسام المضادة يبدأ مبكراً في الأسبوع ال 20 من الحمل. يوفر هذا الانتقال للأجسام المضادة. مناعة مكتسبة لدى الجنين المتكون. تستمر هذه الأجسام المضادة في حماية الطفل حتى مدة 6 شهور بعد الولادة. بحلول هذا الوقت، يصبح جسم الطفل قادراً على تكوين المناعة المكتسبة الخاصة به.

إفراز الهرمونات:

تفرز المشيمة العديد من الهرمونات، أولها هو هرمون الجونادوتروبين)اتش سي جي(. يعتبر تواجد كميات كافية من هذا

الهرمون حيوياً لتفادي أي إجهاض مبكرر للجنين. هذا الهرمون هو الكاشف عن وجود حمل من عدمه، وهو الهرمون الذي يسبب وجود نتائج إيجابية في نتائج اختبارات الحمل. يعتقد أيضاً أنه يلعب دوراً مناعياً، حيث يمنع أن يرفض جسد الأم الجنين

المتكون. إذا كان الجنين ذكراً، يساعد هذا الهرمون على إفراز كمية وافرة من التستوستيرون، الامر المطلوب بالطبع لنمو الأعضاء التناسلية لدى الذكر والقيام بوظيفتها الهرمونية هي الأخرى

البروجيستيرون: هو الهرمون المثبت للحمل. يساعد البروجيستيرون على تثبيت الجنين في بطانة الرحم. أي نقص في هذا الهرمون يمكن أن تؤدي إلى الإجهاض المبكر أيضاً

الاستروجين: يساعد الاستروجين على نمو وتمايز الخلايا. يزيد هذا الهرمون من نمو الرحم والثديين تجهيزا لمراحل الحمل القادمة.

اتش بي ال: يحفز هذا الهرمون نمو الجنين وزيادة معدلات الأيض الغذائي لديه. قد يزداد إفراز هذا الهرمون في حالة حمل

التوائم.

الأهمية الطبية للمشمية والاضطرابات الوارد حدوثها:

انفصال المشيمة: الانفصال المبكر للمشمية )قبل ميلاد الطفل( قد يحدث أثناء شهور الحمل. يمكن أن يكون هذا الانفصال كلياً

أو جزئياً. قد يكون هذا نتيجة لتسمم الحمل، الصدمات والحوادث، التدخين المستمر، بعض المواد الضارة كالكوكايين وغيرها

تشمل الأعراض وجود نزيف مفاجئ، مصحوباً بآلام مبرحة. غالباً ما يكون في الثلث الأخير من الحمل. تعتبر هذه الحالة

مهددة لحياة الجنين والأم معاً وتستدعي التدخل الطبي فوراً.

المشيمة الملتصقة: في بعض الأحيان، تلتصق المشيمة بالرحم بشكل أكبر من الطبيعي، قد يكون هذه مجرد تشعبا للأنسجة في  بطانة الرحم، أو قد يشمل غرس المشيمة في عضلات الرحم الخارجية. في حالات أثر خطورة، قد تعبر أنسجة المشيمة

عضلات الرحم بالكامل وتصل إلى الأغشية المحيطة له. يتم التأكد من هذا التشخيص بعد الميلاد، فبسبب هذا الالتصاق، لن يتم

خروج المشيمة من الرحم طبيعياً في المرحلة الثالثة والأخيرة من الميلاد. بدلاً من ذلك تظل المشيمة ملتصقة بجدار الرحم. قد  تسبب هذه الحالة نزيفاً شديداً يمكن ان يؤثر على حياة الأم.

المشيمة المتقدمة: أحياناً، تلتصق المشيمة بالجزء السفلي من الرحم. في هذه الحالة قد تغطي المشيمة فتحة عنق الرحم من الداخل إما كلياً أو جزئياً. قد يسبب هذه النمو الغير طبيعي للمشيمة نزيفاً في الشهور الأخيرة من الحمل، إلا أن هذا النزيف لا  يكون مصحوباً عادة بآلام شديدة. الولادات القيصرية المتكررة قد تزيد من احتمالية حدوث المشيمة المتقدمة

اضطرابات في نمو الأوعية الدموية )أوعية دموية متقدمة(:

من الممكن أن تمر الأوعية الدموية للجنين قريبا من الفتحة الداخلية لعنق الرحم. مع زيادة الضغط أثناء مراحل الحمل المتقدمة  أو الولادة، قد تنفجر هذه الأوعية الدموية. تعتبر هذه الحالة من الحالات الخطيرة التي قد تسبب وفاة الجنين. يجب أن تتم  الولادة في هذه الحالة عن طريق الفتح القيصري.

جميع الحقوق محفوظة لعيادات دكتور وائل البنا

error: المحتوى غير قابل للنسخ !!