متلازمة ما قبل الدورة الشهرية

ما المقصود بمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية ؟

يقصد بها مجموعة الأعراض الجسدية والنفسية، التي تتعرض لها المرأة، لمدة أسبوعين قبل ميعاد الدورة الشهرية. هذه الأعراض عادة ما تتحسن ببدء الدورة، وتختفي بانتهائها.

غالباً ما تصاب كافة السيدات بهذه الأعراض، ولكن تتفاوت الحدة من حالة لأخرى. تشمل الأعراض الأكثر انتشاراً ما يلي:

  • تقلبات مزاجية.
  • الإحساس بالاكتئاب، أو العصبية المفاجئة.
  • التوتر، والإحساس بالضيق.
  • التعب، ومواجهة بعض المتاعب في النوم.
  • الصداع.
  • تغيرات في الشهية، وزيادة الرغبة تجاه أنواع معينة من الطعام.
  • احتباس بالسوائل داخل الجسم، والشعور بالانتفاخ.
  • تغيرات بنمو الشعر أو الجلد.
  • آلام بالثديين.

قد تتغير الأعراض من شهر لآخر، ولكن غالباً ما تكون ذات نمط ثابت بمرور الوقت.

عادة ما تعاني نسبة 2-4 سيدات، من كل 100 سيدة، من أعراض شديدة، تمنعهن من ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي. نسبة ضئيلة من السيدات تعاني من صورة أكثر حدة من هذه المتلازمة.

ما السبب وراء هذه المتلازمة ؟

لا يمكن تحديد السبب وراء هذه المتلازمة بدقة. يُعتقد أن التغير في مستوى الهرمونات قد يكون له علاقة بهذه الأعراض.

يتغير مستوى الهرمونات بالجسم أثناء الدورة الشهرية. قد تكون بعض السيدات أكثر حساسية تجاه هذه التغيرات من البعض الآخر، ما يسبب اختلافاً في حدة الأعراض. في حالة استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية، يقل تأثر المرأة بهذه المتلازمة. قد ترتبط أعراض هذه المتلازمة كذلك مع بعض المواد الكيميائية الأخرى بالجسم، مثل السيريتونين.

كيف يمكن اكتشاف الإصابة بمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية ؟

في حالة ملاحظة أية أعراض، يجب تدوينها لمدة دورتين شهرتين متتابعتين. بعد ذلك يتم الرجوع للطبيب لعرض هذه الأعراض عليه

قد لا تفلح هذه الطريقة في الوصول للتشخيص بشكل مؤكد. لذلك قد يتم وصف بعض الأدوية التي تزيد من إفراز بعض الهرمونات، ما يوقف عمل المبيضين بشكل موقت. قد يستمر العلاج بهذه الأدوية لمدة 3 أشهر. قد يساعد هذا على الوصول لتشخيص مؤكد.

ما هي الخيارات العلاجية المتاحة ؟

هناك العديد من الخطط العلاجية المتاحة لهذه المتلازمة، ما يسمح بالعودة لممارسة كافة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي.

أيا كانت الطريقة العلاجية المستعملة، يجب الاستمرار في تسجيل الأعراض لمدة شهرين، إلى ثلاثة شهور، للتأكد من فاعلية أحد الطرق عن الأخرى.

تعديل العادات اليومية ونمط الحياة

بداية، يمكن اتخاذ بعض الخطوات الإيجابية لتحسين الأعراض مثل:

  • ممارسة الأنشطة الرياضية بشكل أكبر.
  • تناول غذاء صحي متوازن.
  • محاولة السيطرة، والحد من التوتر النفسي.

الدعم والعلاج النفسي

يعتمد العلاج على تعلم وسائل جديدة للتكيف، والسيطرة على الأعراض.

الأدوية التكميلية

هناك العديد من الأمثلة على هذا النوع من العلاج، بالرغم من ذلك لا توجد أي أدلة واضحة على فاعلية أي منها.مثل

تناول فيتامين D، الكالسيوم  قد تساعد على تخفيف الأعراض.

العلاج الدوائي

الأدوية الغير هرمونية:

  • هناك نوعان من الأدوية المضادة للاكتئاب يمكن لهما المساعدة على تحسين أعراض المتلازمة. تعمل هذه الأدوية على زيادة تركيز مادة السيريتونين “SSRIs & SNRIs”.
    • يمكن أن يتم تناول هذه الأدوية في الأسبوعين السابقين لموعد الدورة، أو يتم تناولهم بشكل مستمر طوال أيام الدورة.
    • قد تتضمن الأعراض الجانبية لهذه الأدوية الغثيان، الأرق، التعب، وقلة الرغبة الجنسية.
    • عادة ما تكون أدوية “SSRIs” هي الخيار الأول للحالات الشديدة.
    • في حالة الرغبة بإيقاف تناول هذه الأدوية، يجب أن يتم ذلك بشكل تدريجي، لتفادي الإصابة بأي أعراض للانسحاب، مثل الصداع.
  • في حالة التخطيط للحمل، يجب إبلاغ الطبيب قبل إيقاف أي نوع من الأدوية.
  • قد تساعد بعض الأدوية المدرة للبول، مثل “سبايرونولاكتون Spironolactone”، في التحكم بأعراض المتلازمة.

الأدوية الهرمونية:

أقراص منع الحمل المركبة

قد تجد بعض السيدات الراحة في استخدام أقراص الحمل الهرمونية المركبة.  تعتبر هذه الأقراص هي الحل العلاجي الأمثل، ويجب الاستمرار عليها بدون توقف للوصول لأفضل نتائج.

لاصقات أو جل الاستروجين

  • يمكن أن يساعد هرمون الاستروجين على تحسين أعراض هذه المتلازمة.
  • باستثناء حالات استئصال الرحم، يجب أن يستخدم هرمون الاستروجين بشكل مستمر مع جرعات صغيرة من هرمون البروجستيرون، لتجنب زيادة سمك بطانة الرحم بشكل غير طبيعي. يمكن أن يكون هرمون البروجستيرون في صورة أقراص (لمدة أيام كل شهر)، لبوس مهبلي، أو غيرها.
  • لا تمثل هذه الاصقات، أو الجل وسيلة لمنع الحمل. لذلك يجب استخدام وسيلة أخرى لمنع الحمل.

عقار دانازول “Danazol

  • هو هرمون صناعي، يمكن استخدام جرعات بسيطة منه في النصف الثاني من الدورة للحد من آلام الثديين. بالرغم من ذلك له العديد من الأعراض الجانبية المحتملة، والتي يمكن أن تكون دائمة، كخشونة الصوت، أو زيادة حجم الجزء الخارجي من الجهاز التناسلي الأنثوي.
  • يمكن أن يؤثر هذا العقار على نمو الجنين بداخل الرحم. لذلك يجب استخدام وسيلة لمنع الحمل أثناء استخدام هذا العقار.

الأدوية المحفزة لإفراز هرمونات الغدة النخامية

  • يمكن اللجوء لهذه الأدوية في الحالات الشديدة من المتلازمة، أو في حالة فشل الخطط العلاجية الأخرى، أو عدم ملاءمتها.
  • تتسبب هذه الأدوية في إيقاف مؤقت للدورة الشهرية.
  • في حالة الاعتماد على هذه الأدوية لمدة تزيد عن 6 أشهر، يجب تناول بعض الهرمونات البديلة لتجنب هشاشة العظام، وأية أعراض أخرى قد تشابه فترة سن اليأس، كالهبات الساخنة.
  • يجب الحرص على الخضوع لفحوصات لكثافة العظام بشكل منتظم، للتأكد من عدم الإصابة بهشاشة العظام، في حالة استمرار العلاج لمدة أكثر من سنتين.
  • يجب التاكد من ممارسة ما يكفي من التمارين الرياضية، تناول أغذية صحية متوازنة، والابتعاد عن التدخين.

التدخل الجراحي

  • نلجأ للحل الجراحي في حالات نادرة ، إذا فشلت كافة الأدوية الأخرى، واستمرت الأعراض بالرغم من ذلك.
  • يمكن أن يسبب استئصال الرحم، والمبيضين في تحسين كافة أعراض المتلازمة. هذا الخيار يصل بالمرأة لسن اليأس بالطبع.
  • في حالة اللجوء إلى الحل الجراحي، سيتم وصف بعض الأدوية الهرمونية التعويضية، لمنع الإصابة بأعراض سن اليأس. في حالة إزالة الرحم والمبيضين، سيتم وصف هرمون الاستروجين فقط كهرمون تعويضي. أما في حالة الاحتفاظ بالرحم، فيجب تناول كلاً من هرمون الاستروجين، والبروجيستيرون.
  • في حالة رغبة المريضة في التدخل الجراحي، يجب محاولة العلاج بأدوية “GnRH”، والهرمونات التعويضية لمدة 3-6 أشهر قبل اللجوء للجراحة. تمتلك هذه الأدوية نفس التأثير كإزالة المبيضين. قد يماثل هذا الإحساس ما ستشعر به المريضة بعد الجراحة، ويقدم فكرة عن مدى فاعلية الجراحة إذا تم اللجوء إليها.
  • لا يفضل التدخل الجراحي لإزالة بطانة الرحم فقط، أو استئصال الرحم بدون المبيضين، لعلاج هذه الحالات.

جميع الحقوق محفوظة لعيادات دكتور وائل البنا

error: المحتوى غير قابل للنسخ !!