سرطان المبيض

ما المقصود بسرطان المبيض، وما معدلات الإصابة به ؟

السرطان هو مرض يصيب خلايا الجسم. طبيعياً، تنقسم الخلايا وتتجدد بنظام محدد في كافة أنحاء الجسم، حيث لا تتكون خلايا جديدة إلا إذا ظهرت الحاجة لذلك. في حالة الإصابة بالسرطان، تنقسم الخلايا بشكل أكبر من المطلوب، وبسرعة فائقة. بزيادة حجم وعدد الخلايا السرطانية المتكونة، تبدأ في تدمير الخلايا والأنسجة الطبيعية بالجسم.

في حالة سرطان المبيض، تنشأ الخلايا السرطانية من المبيض. ولكن في بعض الأحيان، يعتقد أن الخلايا نشأت بالأصل من قناتي فالوب. للأسف للسرطان القدرة على الانتشار بشكل كبير في كافة الأنسجة المحيطة، كالرحم، البطن، أو الرئتين. يطلق على الأورام الجديدة المتكونة اسم “أورام ثانوية”.

يمكن اعتبار سرطان المبيض خامس أكثر الأورام السرطانية انتشاراً لدى السيدات، ويصل معدل الإصابة به إلى 6500 حالة سنوياً في المملكة المتحدة.عادة ما تحدث الإصابة لدى السيدات بعد تجاوز سن اليأس، ولكن يمكن الإصابة به في المراحل العمرية الأصغر. بالطبع كلما تم اكتشاف المرض في مراحله المبكرة، كلما ازدادت فرص النجاة للمريضة.

هناك العديد من الأنواع للأورام التي يمكن أن تصيب المبيضين. النوع الأشهر ينتج عن طبقات الخلايا الخارجية للمبيض. عادة ما تتم الإصابة به بعد تجاوز سن اليأس، ونادراً ما يصيب الفئات العمرية الأصغر.

ما السبب وراء الإصابة بسرطان المبيض ؟

في أغلب الأوقات، لا يمكن تحديد السبب وراء الإصابة بسرطان المبيض بدقة. بالرغم من ذلك، هناك بعض العوامل التي تزيد من إحتمالية الإصابة بالمرض، أهمها ما يلي:

  • تزداد إحتمالية الإصابة بتقدم العمر. تتجاوز المريضة سن الخمسين عاماً في 8، من كل 10 حالات.
  • زيادة الوزن والسمنة
  • قلة عدد مرات التبويض في حياة المريضة. قد يحدث ذلك في حالة تناول أقراص منع الحمل، أو الولادة والرضاعة الطبيعية.قد يحدث ذلك من الإصابة بالمرض. حيث تزداد احتمالية الإصابة بشكل طفيف في السيدات التي لم يسبق لهن الإنجاب، أو في حالة تأخر سن اليأس.
  • وجود تاريخ مرضي بالعائلة “إصابة أحد الأقارب بالمرض”. عادة ما تتسبب بعض الإضطرابات الجينية في هذا النوع من الأورام. BRCA1 & BRCA 2 هي جينات يمكن أن تعتبر مسئولة عن تكون الأورام في 1 من كل 10 حالات. في حالة الشك بتوارث هذا الجين أو حمله.

ما هي الأعراض والعلامات الطبية المصاحبة للمرض ؟

عادة ما يصاحب المرض القليل من الأعراض، وقد يشمل ذلك واحد أو أكثر من التالي:

  • آلام بأسفل البطن، أو بمنطقة الحوض.
  • آلام أثناء التواصل الجنسي.
  • زيادة عدد مرات إفراغ المثانة، والإحساس الدائم بالرغبة في ذلك.
  • تغيرات في الشهية، أو الشبع بشكل سريع.
  • إنتفاخ، وزيادة حجم البطن.

كيف يمكن تشخيص سرطان المبيض ؟

عادة ما يتم ملاحظة بعض الإضطرابات في أشعة السونار. تلعب تحاليل الدم دوراً هاماً كذلك، حيث يمكن لظهور بروتين “CA 125” بالدم، أن يزيد من إحتمالية وجود ورم سرطاني.

عادة ما يطلب الطبيب بعد ذلك إجراء أشعة مقطعية على البطن والحوض، ويمكن اللجوء إلى أخذ عينة من الورم، لفحصها بشكل دقيق. قد يتم ذلك تحت تأثير التخدير الكلي، أو بدونه.

في حالة وجود استسقاء بالبطن “سوائل داخل التجويف البطني”، قد ينصح بسحب هذه السوائل أولاً قبل البدء في أية إجراءات أخرى، وقد يتم تحليل السائل الناتج للبحث عن أية خلايا سرطانية.

ما هي مراحل ودرجات سرطان المبيض ؟

تعبر “مرحلة” الورم السرطاني عن مدى إنتشاره بالجسم. وطبقاً للإنتشار، يمكن للورم أن يكون في إحدى الدرجات الأربعة الآتية، مع التنبيه على أن الوسيلة الوحيدة للتأكد من ذلك هي الجراحة:

1-المرحلة الأولى: إصابة أحد المبيضين، أو كلاهما فقط.

2-المرحلة الثانية: إنتشار الورم خارج المبيض، ولكن لم يتجاوز منطقة الحوض.

3-المرحلة الثالثة: إنتشار الورم خارج الحوض، ووصوله للتجويف البطني، أو الأمعاء.

4-المرحلة الرابعة:إنتشار الورم للأعضاء الأخرى من الجسم، كالكبد، الطحال، أو الرئتين.

بينما تعبر درجة المرض عن شكل الخلايا تحت الميكروسكوب، يعتبر السرطان ذو درجة “خفيفة – متوسطة – عالية” طبقاً لشكل الخلايا، ومعدل الإنقسام. يتم تحديد خطة العلاج على هذه المعلومات والظروف الفردية لكل حالة، من حيث مرحلة الورم، ودرجته.

ما هي الخطط العلاجية المتاحة ؟

تشمل العلاجات المتاحة التدخل الجراحي، العلاج الكيماوي، والعلاج الإشعاعي في بعض الأحيان.

يتوقف تحديد العلاج الأفضل على العديد من العوامل، منها مرحلة ودرجة المرض، الحالة الصحية للمريضة، ورغباتها الشخصية. سنقوم بتوفير كافة المعلومات، عن كافة الخطط العلاجية، وآثارها الجانبية المحتملة، ومعدلات النجاح لكل حالة. كما أشرنا، يزيد التشخيص المبكر من نسب التعافي من المرض.

قد يتطرق إلى الأذن بعض المصطلحات مثل “إنحسار الورم”. ويقصد بذلك عدم تكون الورم مرة أخرى بعد الإنتهاء من العلاج. للأسف، كلما تأخر التشحيص، ووصل الورم لمراحل ودرجات متأخرة، كلما قلت هذه الإحتمالية، ولكن يمكن للعلاج أن يقلص من حجم الورم بشكل ملحوظ، ما ينتج عنه تحسن في الأعراض المصاحبة للمرض. بالطبع لا يزال الكثير من الباحيثين يحاولون تطوير أدوية أخرى، أكثر فاعلية، وأقل في الأعراض الجانبية للمرض.

التدخل الجراحي:

عادة ما تحتاج معظم الحالات إلى التدخل الجراحي. يتوقف نوع وإمتداد الجراحة على درجة ومرحلة الورم، والرغبات الشخصية للمريضة كذلك.عادة ما تشمل الجراحة إستئصال كل من المبيضين، قناتي فالوب، الرحم، وجزء من “منديل البطن”. كذلك سيتم أخذ بعض العينات من الأنسجة، وإزالة بعض العقد الليمفاوية من البطن والحوض. يساعد هذا على الوصول لمرحلة المرض بشكل دقيق، معرفة مدى انتشاره بالجسم، لتحديد الخطة العلاجية بعد الانتهاء من الجراحة.

في حالة انتشار الورم بشكل كبير، وتأثر مناطق أخرى بالجسم به، سيحاول الطبيب إزالة كل الأنسجة المصابة بشكل آمن قدر المستطاع، كلما قلت كمية الأنسجة السرطانية الموجودة بالجسم، كلما زادت فرصة نجاح العلاج الكيماوي.

في حالة الإصابة بسرطان

جميع الحقوق محفوظة لعيادات دكتور وائل البنا

error: المحتوى غير قابل للنسخ !!