جراحه نادرة كبرى لأزالة ورم ليفى ضخم
الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات.
احمده واشكره فهو خير سند ونصير.
قصدوا رؤيتي منذ حوالي ثلاث اشهر. دخلت علي العيادة وبمجرد رؤيتها سيدة طيبة القلب ترمي حمولها علي الله زوجها رجل مثقف يعمل فى المجال الطبي والدتها سيدة مصرية أصيلة تجمعت طيبة الدنيا بها.
وبمجرد رؤيتها أدركت حجم الصدمة. سيدة تبدو بطنها وكأنها حامل في التاسع وبتوأم كتلة كبيرة تمتد من تحت القلب عند فم المعدة الي اسفل الحوض وتمتد عمقا الي العمود الفقري وارتفاعا تسبب فتق سري . سيدة تعاني من الأنيميا الحادة ومرهقة بدنيا . وعلي الفور سألتها لماذا جئتم؟ ؟؟؟
جئنا للسمعة الطيبة ولأننا ذهبنا لأطباء النساء والتوليد فأجمعوا علي استئصال الرحم ومنهم من تهرب من الحالة وحولنا علي أطباء الأورام اللي أجمعوا أيضا علي استئصال الرحم وبعدين رحنا لدكتور بيجي من انجلترا كل ثلاث اشهر بيعمل أشعة تداخلية بالقسطرة لتصغير حجم الأورام الليفية. واقنعنا أن هذا الإجراء هو الحل الوحيد لنا وبعد دفع مبلغ كبير من المال له قام بإجراء هذا الإجراء وبعد فترة ذهبنا له نشكو أن حجم الورم لم يتغير وان الورم لا يزال يكبر فقال لنا احنا عملنا اللي نقدر عليه. فاحنا جينالك كي تجد لنا حل.
هنا أدركت أن الكارثة أصبحت مضاعفة لأن هذا الإجراء خاطئ تماما وسوف يترك لي ورم صعب التسليك علاوة علي الخلايا المتحللة المتحورة بالإضافة إلي الالتصاقات التي بين الورم والأمعاء. وهنا رأيت كافة الاشعات والرنين المغناطيسي الذين قاموا به والسونارت ولم أجد فيهم أي معلومة واضحة أستطيع أن ابني بها تخيل للورم داخليا وعلاقته بالأعضاء الداخلية حتى ابني خريطة للعمل.
وهنا قمت بالاتصال بأستاذ الأشعة المحترم الدكتور أيمن إسماعيل وطلبت منه أن يقوم بعمل أشعة الرنين للحالة بنفسه وقمت بعمل سونار لها لرسم خريطة مبدئية.
وفي طريق خروجهم وبعد انتهاء الكشف عادت الأم وفتحت باب مكتبي وهي تبكي وقالت لي بص يا ابني انا ماليش غير ربنا وانت سببه بنتي صغيره ونفسي ماتشيلش الرحم اعمل كل اللي تقدر عليه والنبي يابني.
قولتلها ماتقلقيش يا أمي انشاء الله خير.
عادوا بعد شهر ومعهم أشعة الرنين وبدأت في عمل خريطة في ذهني للورم وظلت والدة هذه الحالة تطاردني في أحلامي والورم أيضا. وبدأت في تجهيز الحالة وعلاج الأنيميا ورفع درجة الهيموجلوبين لها وإعطائها حقن لتقليل حجم الورم وبدأت في تجهيز الطاقم الذي سوف يعمل معي في هذه الحالة وعلي الفور اتصلت بأستاذ التخدير د وليد الميهلمي أستاذ التخدير ودكتور عبدالله عزت طبيب الجراحة وصديقي الدكتور محمد الشريف. وبدأنا في وضع خريطة للعمل.
اقتربت الساعة وأتت لي المريضة اول الاسبوع وكان زوجها في غاية التوتر بالعيادة وبدأ يقول يارتني كنت سافرت ألمانيا وهنا سمعته بالصدفة في الريسبشن السيدة رائعة القلب التي قمت بأستئصال 22 ورم ليفي لها منذ أسابيع كانت بالعيادة للغيار علي الجرح وكانت معها هدايا لكافة العاملين بالمركز وهنا قالت له يا استاذ انا كنت عايشة بره مصر وشافني دكاترة انجليز وامريكان وكلهم كانوا هاشيلولي الرحم ودكتور وائل ربنا يكرمه قبل حالتي وحافظلي علي الرحم اهدي شوية.
وهذه السيدة كان لها أكبر دور. دور لا انا ولا الف دكتور يقدر يعمله أخدت نمرة المريضة وقالتلها أن معرفكيش بس من النهاردة انت صاحبتي وانا هاجي معاكي العملية ومتخافيش.
لما عرفت الموقف ده من العاملين زاد التوتر والضغط العصبي عليا وروحت البيت ومراتي حست كالعادة اني سرحان وتايه ودماغي مش فيه وهية متعودة علي كدة. ادتني دعم كبير وقعت تدعيلي.
النهاردة دخلنا العمليات وانا داخل شوفت والدة المريضة وهية بتبكي دم وجوزها المحترم قالي اعمل كل اللي تقدر عليه وانا معاك..
بفضل الله تعالي وبعد جراحة نادرة وفقني الله في استئصال هذا الشبح الذي ظل يطاردني طوال ثلاث اشهر في أحلامي وهادنا الله أن نستخدم أساليب طبية وتقنيات طبية وجراحية مختلفة سوف اقوم بنشرها في المجلات والاوساط الطبية حتي تكون مرجعية لكل جراح طموح في شتي بقاع العالم حتي يوفر الأمل لكل انسانة طامحة أن تكون أم.
ولم أجد نفسي وانا ارى والدة المريضة بعد العمليات وهي تري الورم إلا وهي تحتضني وتبكي بشدة وانا أقبل رأسها
الورم يعد علميا من أكبر الأورام حجما وتشعبا وبأجماع أطباء الأشعة والتخدير والجراحة والنساء. ولكن يد الله كانت معنا ودعواتكم.
أقص عليكم من واقع الحياة علها تكون عظة وأمل لكل سيدة وأسرة .
#مصر_قلعة_الطب كانت وستظل كذلك وان بها وبحق أطباء عظام مجتهدبن في كافة المجالات وان القصر العيني خرج للعالم أطباء أكفاء يعملون في شتي بقاع العالم . وإن هولاء الأطباء حين يوفر لهم الامكانيات يصنعون المعجزات بالرغم من هجوم الإعلام عليهم والصحافة وبعض برامج السخرية السفيهة والتي تكسر من همم الأطباء ومرضى القلوب علي مواقع التواصل اتمني ان تكون هذه القصة الواقعية بمثابة شعلة أمل لكل طبيب أن يبدع ويعمل بروح الفريق وان يد الله مع الجماعة ومهما تكون الظروف المحيطة والخوف والإحباط يجب أن تعمل وتبدع .
شكر خاص لكل من.
طاقم التمريض وعمال العمليات
زوج المريضة الذي وفر لنا كافة الامكانيات والدعم .
سيدة ال 22 ورم والتي قامت بمجهود نفسي كبير مع الحالة.
أستاذ الأشعة. د أيمن إسماعيل.
طاقم التخدير.
أستاذ التخدير. . د وليد الميهلمي
د محمود العوادلي
طاقم الجراحة
الجراح الأول. العبد الفقير الي الله. د وائل البنا
الجراح الثاني. د عبدالله عزت
الجراح الثالث. د محمد الشريف.
الجراح الرابع. د أحمد فتحي.
الجراح الخامس . د هديل محمد.
شكر خاص لإدارة مستشفي جوهر لمساندتهم الدائمة لي. فالجراح يجب أن تقف خلفه المستشفى وتدعمه ليبدع.
شكر من القلب لزوجتي اللي مستحملاني.