الولادة المتعسرة

ما المقصود بالولادة المتعسرة؟
هو مصطلح يشير لإعاقة أحد كتفي الطفل أثناء الولادة الطبيعية وراء عظام الحوض لدى الأم. هذا الأمر يسبب طول المدة الزمنية التي تستغرقها الولادة، وتظهر الحاجة لبعض الوسائل الإضافية لمساعدة الطفل على الخروج من قناة الميلاد. في أغلب الحالات، يولد الطفل سليماً معافى دون أية مضاعفات صحية.
“توضح الصورة موضع إعاقة كتف الطفل وراء عظام الحوض لدى الأم،
مسببة تعسر الولادة وصعوبة خروج الطفل من قناة الميلاد
ما مدى انتشار الولادات المتعسرة؟
يصل معدل حدوث الولادات المتعسرة لحوالي حالة واحدة، من كل 150 حالة ولادة طبيعية “0.7% تقريباً”.
هل يمكن التنبؤ بالولادة المتعسرة أثناء فترة الحمل؟
للأسف عادة ما نتفاجأ بتعسر الولادة بشكل غير متوقع. ولكن تزداد احتمالية التعرض لها في الحالات الآتية:
 – تعرض الأم لولادة متعسرة في السابق

. – إصابة الأم بمرض السكر.

-السمنة، وزيادة كتلة الجسم عن 30 أو أكثر.

– تحفيز بدء الولادة بشكل صناعي.

– زيادة المدة الزمنية التي تستغرقها الولادة عن المعدلات الطبيعية.
– الاعتماد على الوسائل الطبية المساعدة لتسهيل الولادة الطبيعية، كالشفاط أو الماسك الجراحي.
تزداد احتمالية التعرض للولادة المتعسرة كذلك في حالة زيادة وزن الجنين. بالرغم من ذلك وفي أغلب الأحيان لا تتواجد صعوبات تذكر في ولادة الأطفال ذوي الأوزان أكبر من 4.5 كجم. أكثر من نصف حالات تعسر الولادة يتعرض لها أطفال ذوي أوزان أقل من 4 كجم.
لا توفر أشعة السونار فكرة كافية عن احتمالية تعرض الطفل لولادة متعسرة. لذلك لا يفضل الاعتماد عليها في التنبؤ بهذه الحالة ما لم تتعرض الأم لأي مضاعفات صحية أثناء فترة الحمل.
هل يمكن تفادي الولادة المتعسرة، وإصابة أحد كتفي الطفل؟
للأسف، يصعب تجنب معظم الولادات المتعسرة لصعوبة التنبؤ بحدوثها من الأساس.
في حالة إصابة الأم بمرض السكر، قد يتم تحفيز بدء الولادة بشكل صناعي قبل الموعد المحدد لها، والاعتماد على الولادة القيصرية لتجنب تعسر الولادة الطبيعية.
حتى في حالة عدم إصابة الأم بمرض السكر، لا يضمن تحفيز بدء الولادة بشكل صناعي تفادي تعسر الولادة، حتى وإن لم يكن وزن الطفل أكبر من الطبيعي. كذلك لا يمكن الاعتماد على الولادة القيصرية بشكل دائم في هذه الحالات.
في حالة التعرض لولادة متعسرة، وإعاقة أحد كتفي الطفل. ما العمل؟
ندرك احتمالية تعرض كل أم للولادة المتعسرة. وندرك جيداً قيمة الوقت في مثل هذه الحالات الطارئة. يلزم الاسراع من عملية الولادة ليتمكن الطفل من التنفس بحرية في العالم الخارجي. وفي هذه الحالات، قد يتم الاستعانة بأفراد آخرين من الفريق الطبي، كطبيب الأطفال، أو طبيب آخر للتوليد، وأفراد إضافيين من طاقم التمريض. ويلزم التنبيه أن غالبية الولادات المتعسرة تنتهي بشكل آمن على صحة الأم والطفل معاً.
قد نطلب من الأم القيام بالآتي:
– التوقف عن دفع الطفل خارجاً.

– تغيير وضع الأم. قد يفضل في هذه الحالة الاستلقاء على الظهر، مع رفع القدمين للخارج ولأعلى ناحية الصدر.

– الضغط بدرجة ما أعلى منتصف عظام الحوض، في محاولة لتحرير كتف الطفل العالقة.

– قد يتم عمل فتح اماكن صغير بالأغشية المبطنة لأسفل الحوض أو المهبل. بالاعتماد على هذه الوسائل، تستكمل معظم الولادات بشكل طبيعي.

أما في حالة استمرار الوضع بالرغم منها، قد نحاول عمل الآتي: –

قد نحاول ادخال أحد يديه لقناة الميلاد في محاولة لتسهيل خروج الطفل وتحرير الكتف.

– في بعض الأحيان، قد نطلب من الأم الاستلقاء على الأطراف الأربعة. قد تساعد هذه الوضعية على تسهيل خروج الطفل.

بمجرد الانتهاء من الولادة، سيفحص طبيب الأطفال المولود بشكل تام. وتتم مناقشة كافة الأوضاع الصحية وتفاصيل الولادة مع الأم بشكل كامل بعد استقرار حالتها الصحية.
ماذا عن الولادة بداخل الماء “مثل الولادة بداخل أحواض السباحة”؟
سنطلب منك الخروج من الماء لبدء بعض وسائل مساعدة الطفل على الخروج من قناة الميلاد.
ما أثر الولادة المتعسرة، وإعاقة كتف الطفل على صحة الأم والجنين؟
للأم
من الشائع الإصابة بأحد درجات التمزق. قد يشمل هذا الأغشية المبطنة بالحوض، وقد يمتد الأمر لفتحة الشرج. من المتوقع أن تتعرض الأم كذلك لدرجة أعلى من النزيف. الأمر الذي يتطلب بعض التدخلات الطبية لتصحيحه، وقد تظهر الحاجة لنقل الدم.
للطفل
يتعرض طفل واحد، من كل 10 أطفال ذو ولادة متعسرة إلى شد زائد على الأعصاب بمنطفة الكتف. قد يسبب هذا ضعفاً بحركة الذراع. النوع الأشهر لهذا الإصابات لا يستمر إلا لبضعة ساعات أو أيام، يستعيد بعدها الطفل القدرة على حركة الذراع بشكل طبيعي تماماً. نادراً ما يتسبب الأمر في أية أضرار دائمة على حركة الطفل.
من الهام أن نشير إلى أن هذا الشد على أعصاب الكتف غير مرتبط بالولادات المتعسرة فقط. قد تتسبب الولادات القيصرية في إصابة بعض الأطفال بحالات مماثلة كذك. كما يمكن أن يتعرض الطفل لكسر في عظام الكتف أو الذراع مسبباً نفس الحالة. ولكن عادة ما تلتئم هذه الكسور سريعاً ولا يتعرض الطفل لأية أضرار دائمة.
للأسف، وفي بعض الحالات النادرة، وبالرغم من أفضل عناية طبية ممكنة، قد يتعرض الطفل لضرر بالمخ نتيجة زيادة مدة الولادة عن الزمن الطبيعي، وقلة الأكسجين الواصل للمخ.
ماذا عن الولادات القادمة؟
يزيد التعرض للولادة متعسرة من احتمالية تكرار الأمر في المرات القادمة. حيث تتعرض واحدة من كل 10 سيدات إلى ولادة متعسرة في الحمل التالي.
في حالة تحرر كتف الطفل بشكل سلس، وعدم تعرض الأم لأية مضاعفات، قد تكون الولادة الطبيعية مرة أخرى هي الخيار الأمثل. أما في حالة صعوبة تحرير كتف الطفل، أو تعرض الطفل لأية أضرار أثناء الولادة، قد ينصح بالتخطيط لولادة قيصرية مسبقاً.

جميع الحقوق محفوظة لعيادات دكتور وائل البنا

error: المحتوى غير قابل للنسخ !!