اكياس المبيض:
———————
المبايض هي الأعضاء التناسلية الأساسية لدى السيدات و المسئولة عن إفراز الهرمونات الأنثوية، وإنتاج البويضات من داخل الحويصلات الموجودة بها كل شهر. عادة ما يصل قطر كل حويصلة إلى 2 – 3 سم، ولكن يمكن أن يزيد الحجم عن ذلك.
ما المقصود بوجود أكياس على المبيض ؟
يقصد بها أكياس مليئة بالسوائل، ذات حجم أكبر من 3 سم، وتتكون على المبيض، أو بداخله. تختلف الأكياس في الأحجام، من عدة سنتيمترات، إلى أحجام أكبر من ذلك بكثير. يمكن أن تكون الأكياس ذات جدران رقيقة، وتحتوي على سوائل فقط، أما تكون ذات جدران أكثر سمكاً، وذات محتويات صلبة، أو سوائل سميكة، أو مخلوطة بالدم.
هناك العديد من الأنواع لأكياس المبيض، التي يمكن أن تتكون قبل بلوغ سن اليأس،
سنناقش بعض منها فيما يلي:
. الأكياس البسيطة: تنشأ في معظم الأحيان من حويصلة بداخل المبيض، استمرت في النمو بعد إنتاج البويضة. هذا النوع هو أكثر الأنواع انتشاراً قبل بلوغ سن اليأس، وعادة ما تختفي بعد عدة شهور.
- أكياس البطانة المهاجرة: في بعض الأحيان، تتواجد الأنسجة المبطنة للرحم بأماكن أخرى خارج الرحم، يطلق عليها في هذه الحالة اسم “البطانة المهاجرة”. يمكن أن تكون هذه الأنسجة بعض الأكياس على المبيضين، أو أحدهما.
- الأكياس الجنينية: تنشأ هذه الأكياس من نفس الخلايا المسئولة عن إنتاج البويضات بداخل المبيض. لذلك يمكن أن تحتوي على بعض المواد المختلفة مثل الدهون أو الشعر.
بالطبع تتواجد العديد من الأنواع الأخرى للأكياس التي يمكن أن تتكون على المبيض، ولكن هذه الأنواع هي الأكثر انتشاراً. لحسن الحظ، عادة ما تكون الأكياس المتكونة قبل بلوغ سن اليأس من النوع الحميد. نادراً ما تحدث الإصابة بأورام سرطانية في المبيض قبل سن اليأس.
ما مدى انتشار الإصابة بأكياس المبيض ؟
هذه الأكياس شديدة الانتشار. يتكون لدى معظم السيدات أكياس على المبيض دون دراية من المريضة، وتختفي بمرور الوقت بشكل تلقائي. بالرغم من ذلك، حوالي 1 من كل 10 سيدات، تحتاج إلى تدخل جراحي بسبب هذه الأكياس المتكونة على المبيض في نقطة معينة من العمر.
ما هي الأعراض المحتملة لهذه الأكياس ؟
عادة ما يتم تشخيص الأكياس بشكل غير مقصود، أثناء فحص روتيني، أو إجراء أشعة سونار لأي غرض آخر. حيث أن الأكياس لا تسبب أي أعراض تعاني منها المريضة في معظم الأحيان.
ولكن في بعض الأحيان، قد تعاني المريضة من واحد، أو أكثر من الأعراض الآتية:
- آلام بأسفل البطن، أو بمنطقة الحوض.
- آلام أثناء الدورة الشهرية، أو تغير في نمط الدورة وانتظامها.
- آلام أثناء التواصل الجنسي.
- زيادة عدد مرات إفراغ المثانة، والإحساس الدائم بالرغبة في ذلك.
- تغيرات في الشهية، أو الشبع بشكل سريع.
- انتفاخ، وزيادة حجم البطن.
- تأخر الإنجاب، وقد يرتبط ذلك بالإصابة ببطانة الرحم المهاجرة.
في حالة الشك بوجود أكياس على المبيض، ما العمل ؟
يتم أولاً بمعرفة التاريخ المرضي للمريضة بالتفصيل ، الدورة الشهرية ومدى انتظامها، والآلام المصاحبة لها، آلام بأسفل البطن، كذلك بعض الأسئلة بخصوص التواصل الجنسي مع الزوج، ووسلية منع الحمل المستخدمة، وأخيراً وجود أي تاريخ مرضي بالعائلة لسرطان المبيض او الرحم.
من الضروري إجراء أشعة سونار في هذه الحالات، للاطمئنان على المبيضين. تتم هذه الأشعة عن طريق البطن، أو عن طريق المهبل. في معظم الحالات،تكون اشعة السونارطبيعية و هذه الاعراض ليس بسبب كيس على المبيض.
أما في حالة التأكد من وجود كيس متكون عن طريق أشعة السونار، يجب التأكد من وجود الكيس بشكل دقيق، إذ أن حالة من كل 10 حالات، يتضح تكون الأكياس بها في أعضاء أخرى غير المبيض، كالأمعاء أو قناة فالوب. تكشف أشعة السونار أيضاً عن حجم الكيس، قطره، والشكل الخارجي له.
في حالة الشك في تكون أي نوع من الأكياس غير الأكياس البسيطة “ذات جدار رقيق، وتحتوي على سوائل فقط”، قد يتم طلب بعض تحاليل الدم للتأكد من نوع الكيس المتكون. لا تتطلب الإصابة بأكياس المبيض البسيطة إجراء أية تحاليل للدم
ما هي الخطط العلاجية المتاحة ؟
تشمل الخطط العلاجية إما الانتظار و المتابعة ، أو التدخل الجراحي. يتم ذلك في حالات زيادة حجم الكيس، أو أنه ذو طبيعة مركبة. يعتمد تحديد الخطة العلاجية على الأعراض المصاحبة للكيس، حجم الكيس وشكله والتفضيل الشخصي للمريضة.
ما العمل فى حالة وجود كيس بسيط علي المبيض و عدم وجود اي اعراض او آلام ؟”
- في حالة تكون كيس بسيط، ولا يزيد قطره عن 5 سم
لا يتطلب الأمر أي تدخل علاجي في هذه الحالة. عادة ما يختفي الكيس بشكل تلقائي بعد عدة شهور، ولا تحتاج المريضة إلى أية مواعيد للمتابعة.
- في حالة تكون كيس بسيط، قطره بين 5 – 7 سم
يجب متابعة الحالة. عادة ما يتم تحديد موعد للمتابعة بأشعة السونار في خلال سنة.
- في حالة تكون كيس بسيط، قطره أكبر من 7 سم
قد يتطلب ذلك عمل بعض الفحوصات الإضافية، مثل أشعة الرنين المغناطيسي، وقد تظهر الحاجة إلى التدخل الجراحي.
” ما نوع التدخل الجراحي المتبع ؟“
عادة ما تتم إزالة الأكياس عن طريق المنظار البطني و هذا افضل من الفتح الجراحي التقليدي للبطن، إذ أنه أقل إيلاماً، ومصحوباً بفترة تعافي أقل زمنياً، ما يعني مغادرة المريضة للمستشفى في وقت أقل.
في حالة زيادة حجم الكيس، أو وجود شك في تحول سرطاني للكيس “في حالات نادرة”، قد نضطر إلى الفتح الجراحي بدلاً من المنظار البطنى.
هل تتم إزالة المبيضين أثناء العملية ؟
في أغلب الأحيان، لا تظهر الحاجة لذلك. ينتج المبيضين العديد من الهرمونات الهامة قبل بلوغ سن اليأس. لذلك تقتصر الجراحة على إزالة الأكياس فقط.
ولكن قد نضطر لذلك، تحت ظروف معينة، إلى إزالة أحد المبيضين، أو كلاهما. تشمل هذه الظروف كبر حجم الكيس المتكون بشكل كبير، لدرجة استبدال الكيس للأنسجة الطبيعية للمبيض. في بعض الحالات أيضاً قد يلتف الكيس، أو يمنع تكونه من وصول الإمداد الدموي الطبيعي للمبيض، أو في حالات نادرة، وجود شك بتكون سرطان بالكيس.
في حالة اكتشاف وجود كيس على المبيض أثناء فترة الحمل، ما العمل؟
عادة ما تختفي الأكياس البسيطة بتقدم فترة الحمل. إذا ازداد حجم الكيس، أو كان ذو طبيعة مركبة، قد يتطلب ذلك المتابعة أثناء الحمل، وبعد الولادة. لا يتم التدخل الجراحي لإزالة الكيس أثناء الحمل إلا في حالات الألم الشديد الناتج من هذه الأكياس، أو وجود أي شك بتكون ورم سرطاني.
معلومات إضافية:
- لا تساعد أقراص منع الحمل المركبة على اختفاء الأكياس المتكونة بالفعل. إلا أنها قد تمنع تكون أكياس جديدة مستقبلاً.
- “شفط” السوائل الموجودة بداخل الكيس، أو تفريغه، بدون إزالة جدار الكيس نفسه، لا يقدم سوى مساعدة بسيطة للحالة. عادة ما يمتلئ الكيس بالسوائل مرة أخرى ويصبح الإجراء غير ذو قيمة. قد يساعد تفريغ محتويات الكيس فقط في معرفة نوع الكيس المتكون